وكان الأبوان سكريا وميخو في طريق عودتهما من الموصل إلى بغديدا، للاحتفال بعيد الرسولَين الشهيدَين بطرس وبولس، حين استشهدا على أيدي ثلّة من فلول الجنود العثمانيّين المتقهقرين أمام تقدّم الجيش البريطانيّ لاحتلال العراق، في خلال الحرب العالميّة الأولى عام 1915.
وبعد قرابة مئة عام على استشهادهما، شرعت عام 2021 مساعي تطويبهما بجهود راعي الأبرشيّة حينئذٍ المطران يوحنا بطرس موشي، واجتهد، عبر بطريركيّة السريان الكاثوليك، في رفع اسمَيهما إلى دائرة دعاوى القدّيسين لتطويبهما، كما قال الأب روني سالم الكاهن في أبرشيّة الموصل للسريان الكاثوليك لـ«آسي مينا».
ملفّ موحَّد
وإذ كانت البطريركيّة الكلدانيّة تسعى في الوقت نفسه إلى رفع ملفّ تطويب ثلاثة مطارنة كلدان، مع عدد من الكهنة والعلمانيّين والراهبات، استشهدوا في خلال الفترة عينها في أماكن متفرّقة على أيدي العثمانيّين، «ارتأت مطرانيّتنا ضمّ ملفّ الكاهنَين الشهيدَين إلى ملفّ الشهداء الكلدان ليكون ملفّ تطويب شهداء تلك الحقبة واحدًا، وبخاصّةٍ مع الدعم الذي يوفّره وجود رفات هذين الشهيدَين وعظامهما للملفّ الموحَّد، نظرًا إلى عدم بقاء أيّ أثر للشهداء الآخرين»، بحسب سالم.
بعد التقصّي والتثبّت من موضع قبرَي الشهيدَين في كابيلا مار عبد الأحد ضمن كاتدرائيّة الطاهرة الكبرى في بغديدا، فتحت لجنة الدائرة برئاسة إسكلانتي وعضويّة خمسة أطبّاء عدليّين القبرَين بالتعاون مع لجنة الأبرشيّة.
«رافَقَ كهنة الأبرشيّة وراهباتها عمليّات الحفر بالصلوات والتراتيل السريانيّة، لحين العثور على عظام الشهيدَين داخل قنطرة صغيرة من الطابوق، ثمّ جُمِعت بمزيد من التوقير والإكرام ورُتِّبَت في كيسَين منفصلين لتخضع للفحص الطبّي».