حراك دبلوماسيّ على خطّ بكركي... والهمّ المشترك: تحييد لبنان

الصرح البطريركي في بكركي، لبنان الصرح البطريركي في بكركي، لبنان | مصدر الصورة: المؤسّسة المارونيّة في العالم

تشهد حدود لبنان الجنوبيّة تصعيدًا غير مسبوق منذ بدء الحرب في الأراضي المقدّسة. وفي حين يعيش السكّان الصامدون في قرى الشريط الحدودي ساعاتٍ عصيبة على وقع الاشتباكات المتفاقمة، يتسارع الحراك الدبلوماسي على مختلف الجبهات، ومنها بكركي، لتحييد لبنان وإبقائه في منأى عن أيّ سيناريو حرب محتملة على أراضيه.

يدخل البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي بقوّة على خطّ المساعي والضغوط الداخليّة في اتجاه عدم جرّ لبنان إلى حربٍ ستكون عواقبها وخميةً على مختلف قطاعاته المتهالكة أصلًا. وفي هذا المضمار، التقى الراعي في الصرح البطريركي-بكركي، السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا التي أكّدت «ضرورة الحفاظ على الاستقرار الأمني في لبنان والسعي إلى تثبيته على جميع المستويات». وشدّدت شيا على «أهمية تحييد لبنان عن الحرب الدائرة في قطاع غزة».

الراعي مستقبلًا السفيرة الأميركية دوروثي شيا في الصرح البطريركي-بكركي، لبنان |. مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة-بكركي
الراعي مستقبلًا السفيرة الأميركية دوروثي شيا في الصرح البطريركي-بكركي، لبنان |. مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة-بكركي

من جهته، شدّد الراعي على أنّ «استقرار لبنان وأمنه وعودة الحياة الطبيعية إلى مؤسساته تنطلق مع انتخاب رئيس للجمهورية يضطلع بدوره ويسهر على تطبيق الدستور الذي تبقى له الكلمة الفصل في أي استحقاق وطني». وجدّد تأكيده رفض «حصول فراغ جديد في البلاد، لا سيما في قيادة المؤسسة العسكرية كونها صمام الأمان اليوم للبنان واللبنانيين».

كما التقى الراعي اليوم ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، وكان بحثٌ في الأوضاع العامّة.

القرى المسيحيّة الحدوديّة: قلق متفاقم

في هذا الوقت، تستمرّ معاناة الأهالي الصامدين في قراهم الحدوديّة إمّا لعدم توفّر بديل آمن لهم ولعائلاتهم في العاصمة بيروت أو في الداخل، وإمّا لرفضهم ترك بيوتهم وممتلكاتهم. ومن بين البلدات التي تتعرّض أطرافها للقصف المستمرّ، قرى المربّع المسيحي في قضاء بنت جبيل (رميش وعين إبل ودبل والقوزح). وفيما شهدت هذه القرى نزوحًا سكّانيًّا كثيفًا، يكافح من بقي فيها بما توفّر من مقوّمات الصمود.

دخان القصف يتصاعد من بلدة يارون الجنوبيّة الحدوديّة |. مصدر الصورة: صفحة رميش في فيسبوك
دخان القصف يتصاعد من بلدة يارون الجنوبيّة الحدوديّة |. مصدر الصورة: صفحة رميش في فيسبوك

وكان أهالي هذه القرى قد رفعوا الصوت أخيرًا، فوصلت الصرخة إلى الكنيسة المارونيّة التي تدخّلت عبر مؤسّساتها التربوية والصحية والاجتماعية والخيرية والروحية لمساندتهم بمختلف السُّبل.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته