العقوبات تُنهِك مسيحيّي سوريا... ونداء الكنيسة يَبلغ إيطاليا

مدينة معلولا السورية مدينة معلولا السورية | Provided by: Maris Maskalans/Shutterstock

تُثقل العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا كاهل المسيحيين وتحرمهم ما تبقّى لهم من أملٍ بالصمود. مشهدٌ يقضّ مضجع الكنيسة التي ترفض الوقوف مكتوفة الأيدي أمام ما يقاسيه أبناؤها الباقون المتسلّحون بإيمان لا ينضب ورجاء لا يهتزّ.

في خطوةٍ جديدة، رفع قادة الكنيسة السريانية الكاثوليكيّة وممثلون عن جمعيّة «عون الكنيسة المتألمة» الصوت مطالبين بتخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا. وأكّد الوفد السوري، في لقاءٍ أخير جمعه في إيطاليا بوكيل وزارة الخارجية الإيطالية ألفريدو مانتوفانو، أنّ العقوبات تسبب ضغوطًا شديدة على مسيحيي البلاد، وينبغي تخفيفها فورًا.

مراد عبر «آسي مينا»: نداؤنا سيُثمر

في حديث خاصّ إلى «آسي مينا»، أوضح رئيس أساقفة أبرشيّة حمص وحماة والنبك وتوابعها للسريان الكاثوليك المطران يعقوب مراد، أنّ اللقاء كان فرصة لنقل واقع مأساة الشعب السوري بغضّ النظر عن انتمائه الديني أو السياسي. وقال: «ملؤنا رجاء بأنّ كلّ كلمة خرجت من فمنا ببركة الربّ ووحي روحه القدوس ستثمر في قلوب سامعيها».

وتابع: «ينبغي لنا أن نستمرّ في التمسّك بأرضنا وبأن ندافع عن حقوق شعبنا السوري أينما حللنا. فالصراع بين العدالة والمساواة من جهة وسياسة القوى الأنانية من جهة أخرى قائمٌ على المصالح، الأمر الذي يضعف رجاءنا في بعض الأحيان. لكنّ الثقة بوجود الخير داخل كلّ إنسان تعيد لنا إيماننا وتفاؤلنا».

وفي سياق متصل، أشار مراد إلى الأوضاع المزرية التي تعيشها شريحةٌ من الشعب السوري إذ تجد نفسها غير قادرة على تأمين طعام لأفراد أسرتها. والتمس الرحمة والرأفة من جميع الدول للعمل على إلغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد.

المطران يعقوب مراد. Provided by: Fr. Jacques Mourad
المطران يعقوب مراد. Provided by: Fr. Jacques Mourad

وعبّر مراد عن أمله بمبادرة إيطاليا إلى استعادة العلاقات الدبلوماسية مع الدولة السورية، ما يسهم في دفع باقي الدول الأوروبية إلى السير على خطاها. من شأن ذلك إلقاء ضغط على الاتحاد الأوروبي وأصحاب القرار لرفع الحصار عن سوريا.

وختم مراد حديثه عبر «آسي مينا» مُسلطًا الضوء على إصغاء وكيل وزارة الخارجية الإيطالي للنداء وحسن تجاوبه، إذ شدّد في كلمته على رغبة الدولة الإيطالية في إعادة إقامة علاقات ودّية مع الدولة السورية ومساندتها.

مداخلاتٌ أخرى

وكان اللقاء شهد عددًا من المداخلات الأخرى، أبرزها لمتروبوليت حلب وتوابعها للسريان الكاثوليك، ديونوسيوس أنطوان شهدا، الذي شدّد على أنّ المواطنين في حلب وأجزاء أخرى من البلاد يعانون صعوبةً في تأمين حاجيّاتهم المعيشية الأساسية كالطعام والكهرباء والدواء.

من جهته، لفت المدبّر البطريركي لأبرشيّة حمص وحماة والنبك وتوابعها للسريان الكاثوليك فلابيانوس رامي قبلان، إلى صعوبة الحفاظ على نظام التعليم الكاثوليكي، خصوصًا بعدما أغلقت مدارس كثيرة أبوابها بسبب الصراع المسلّح.

لقاء قادة الكنيسة السريانية الكاثوليكيّة وأعضاء جمعيّة «عون الكنيسة المتألمة» بوكيل وزارة الخارجية الإيطالية ألفريدو مانتوفانو. Provided by: ACN UK
لقاء قادة الكنيسة السريانية الكاثوليكيّة وأعضاء جمعيّة «عون الكنيسة المتألمة» بوكيل وزارة الخارجية الإيطالية ألفريدو مانتوفانو. Provided by: ACN UK

أمّا ممثلو جمعية «عون الكنيسة المتألمة» فشدّدوا على الحاجة الملحّة إلى اتخاذ إجراءات فورية بشأن العقوبات الخانقة. وأضافوا: «على الرغم من وجود تسهيلات رسميّة بشأن وصول المساعدات الإنسانية، تعتري التنفيذ العملي تحديات كثيرة».

واستجابةً لهذا النداء، أكّد مانتوفانو أنّ حكومة إيطاليا ستناقش هذه المحنة المتأتية من العقوبات مع حلفائها، بخاصّة في الاتحاد الأوروبي. وأبدى التزامه بالعمل على بلورة استراتيجيات بديلة لنظام العقوبات الحالي، وهو ما من شأنه إعادة قليل من الأمل إلى قلوب السكان المنهكين من الحرب.

تجدر الإشارة إلى أنّ البابا فرنسيس كان قد تناول عام 2021 موضوع الأزمة الإنسانية التي تواجهها سوريا، مبرزًا دور العقوبات الغربية في مفاقمة الأزمات.

ويحدث ذلك كلّه على وقع انخفاضٍ هائل تشهده سوريا في عدد سكّانها المسيحيين منذ بدء الصراع المسلح.

المزيد

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته