البابا فرنسيس يشرح التعزية الروحيّة ويوجّه تحيّة إلى لاعبي كأس العالم ومتابعيها

البابا فرنسيس صباح اليوم في ساحة القدّيس بطرس البابا فرنسيس صباح اليوم في ساحة القديس بطرس | Provided by: Vatican Media

«ما هي التعزية الروحيّة؟ إنها اختبار فرح داخلي يسمح برؤية حضور الله في كل الأشياء. تقوّي الإيمان والرجاء والقدرة على فعل الخير أيضًا. من يعيش التعزية لا يستسلم أمام الصعاب لأنّه يختبر سلامًا أقوى من التجربة. هي إذًا عطيّة كبيرة للحياة الروحيّة وللحياة بكلّيتها». هذا ما قاله البابا فرنسيس صباح اليوم في المقابلة العامّة الأسبوعيّة التي أجراها في ساحة القديس بطرس الفاتيكانيّة، وتناول فيها التعزية ضمن سلسلة تعاليم يقوم بها حول التمييز.

وأضاف الأب الأقدس أن التعزية تلامس أعماق كياننا وهي عذبة ورقيقة كقطرة الماء على الإسفنجة، وتجعل الإنسان يشعر بأنّ حضور الله يلفّه. ولفت إلى أن التعزية ليست ابتهاجًا عابرًا بل تستطيع لمس الإنسان المتألّم أيضًا.

واعتبر أن القديسين لم يصنعوا أمورًا عظيمة لأنّهم كانوا بارعين وأكفّاء بل لأنّهم سمحوا لمحبّة الله المفعمة بالسلام بأن تغمرهم. وأعطى الحبر الأعظم مثل القديس إغناطيوس من لويولا الذي شعر بالسلام وهو يقرأ سيرة حياة القديسين، ومثل القديسة إيديت شتاين التي اختبرت السلام عينه بعد تحوّلها إلى المسيحيّة.

وأشار البابا إلى عدم إمكانيّة التحكّم بالتعزية أو برمجتها فهي عطيّة من الروح القدس. وأخبر في كلمته عن القديسة تريز الطفل يسوع التي زارت بازيليك الصليب المقدّس في روما، مُحاوِلةً لمس أحد المسامير المُستخدَمَة في صلب يسوع، فشعرت بالحنان تجاه الله، ما جعلها ترغب بعمل ما يرضيه. ولفت البابا إلى الجرأة التي دفعت تريز أن تطلب الدخول إلى الدير على الرغم من صغر سنّها.

وتطرّق البابا أيضًا إلى التعزيات المزيّفة التي تؤدّي إلى انغلاق الإنسان على ذاته وعدم اهتمامه بالآخرين. من هنا، ركّز على ضرورة التمييز بين التعزيات المزيّفة وتلك الحقيقيّة إذ يمكن للأولى أن تتحوّل إلى خطر إن تمّ السعي إليها من أجل ذاتها.

وفي ختام مقابلته، عبّر البابا عن قربه من الذين تعرّضوا لهزّة أرضيّة في أندونيسيا، مصلّيًا للموتى والجرحى. وذكّر الأب الأقدس بتطويب الأب جوزيبّي أمبروزولي، المرسل الكومبونياني، الأحد الفائت في أوغندا. ووجّه فرنسيس تحيّته إلى لاعبي كأس العالم ومشجّعيها ومشاهديها، آملًا أن يكون هذا الحدث المهمّ الذي يحصل في قطر فرصة لقاء وتناغم بين الدول، فيعزّز الأخوّة والسلام بين الشعوب. وصلّى البابا أيضًا من أجل السلام في العالم وبالأخصّ من أجل أوكرانيا، مستذكرًا مجزرة هولودومور التي قام بها ستالين في أوكرانيا بين عامي 1932 و1933.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته