نينوى, الأربعاء 9 أبريل، 2025
في خلال حديثه ضمن الوثائقيّ الذي أطلقته الشبكة التلفزيونيّة للكلمة الأزليّة الإخباريّة «إي دبليو تي إن نيوز» بالتعاون مع شريكها الإخباريّ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا «آسي مينا»، بشأن معاناة مسيحيّي العراق، عقب عشر سنوات على مأساة احتلال تنظيم داعش الإرهابيّ الموصل وقرى سهل نينوى وبلداته، نبّه الأب عمانوئيل كلّو، مسؤول كنائس السريان الكاثوليك في الموصل، إلى الدور المهمّ والتأثير الفاعل لرحلة البابا فرنسيس التاريخيّة إلى العراق.
وأشار كلّو إلى أنّ عمليّة تعافي مدينة الموصل وتنشيط حركة الإعمار فيها وتفعيلها تعود في جزءٍ كبيرٍ منها إلى زيارة البابا للمدينة والضوء الذي ألقته هذه الزيارة على واقعها المؤلم وما نالها من خرابٍ وتدمير طالا خصوصًا كنائسها ودياراتها.
الموصل وكنائسها
شهدت الموصل حركة إعمارٍ نشيطة للكنائس والأديار، إذ تبنّت منظّمة اليونسكو مهمة إعادة إعمار كنيستَي سيّدة الساعة في دير الرهبانيّة الدومنيكيّة والطاهرة للسريان الكاثوليك، حيث صلّى البابا من أجل ضحايا الحرب. ودعمت منظّمات مسيحيّة فرنسيّة إعمار كنيستَي مار توما والبشارة بالشراكة مع صندوق أبرشيّة السريان الكاثوليك وتبرّعات المؤمنين.
وأسهَم متبرّعون فرنسيّون ومنظّمة «أس أو أس» في إعمار كنيسة أم المعونة الكلدانيّة وفق هندستها ومواد بنائها الأصليّة، وإعادة بناء مدرستها المدمَّرة بالكامل. وموّلت الحكومة الأميركيّة إعمار دير مار كوركيس بالتعاون مع منظّمة «عمل الشرق» التي تولّت إعمار كنيسة مار بولس. من جهتها، تبنّت منظّمات كاثوليكيّة عدّة عمليّات الإعمار والترميم لكنائس بغديدا وبرطلّة وقرى سهل نينوى وبلداته.
عقب تحريرها من الاحتلال الداعشيّ، شهدت كنائس الموصل والقرى والبلدات المسيحيّة الواقعة ضمن محافظة نينوى العراقيّة حركة إعمار واسعة. لكن في ما عدا إعمار المُدَمَّر منها، لم تبنَ منذئذٍ أيّ كنائس جديدة، سوى كنيسة مار أفرام السريانيّ في بغديدا-قره قوش التي وُضع حجرها الأساس في يوليو/تمّوز 2024 لتنفرد بكونها الوحيدة الجديدة التي شيّدت بعد التحرير. فهل نشهد قريبًا بناء كنائس جديدة أم سيقتصر الطموح على الحفاظ على الموجود؟
وكان الأنبا د. سامر صوريشو، الرئيس العام للرهبنة الأنطونيّة الهرمزديّة الكلدانيّة، قد دعا في وقتٍ سابق الحكومة المحلّية في محافظة نينوى، عبر «آسي مينا»، إلى الاضطلاع بدورها في إعادة إعمار الكنائس والأديار وسائر الأماكن الدينيّة والحفاظ عليها وحمايتها، مؤكّدًا أنّ دعوته هذه لا تنطلق من حاجة مادّية بقدر ما هي حاجة إلى الشعور بأنّ الحكومة تهتمّ بأبنائها المواطنين من مختلف المكوّنات وتدافع عن حقوقهم.
لطالما طالبت الكنيسة الكاثوليكيّة في نينوى الجهات الحكوميّة بالتحرّك لتسريع استكمال إعادة إعمار الكنائس والمواقع المسيحيّة المدمّرة، آملةً في أن يُسهم ذلك في رجوع العائلات المسيحيّة إلى مدنها وفي عودة التنوّع الدينيّ مجدّدًا إلى مدينة الموصل.
ووسط دعوات الحكومة العراقيّة المتكرّرة لمسيحيّي العراق المهاجرين للعودة إلى وطنهم، لم تتّضح تمامًا البادرات التي تتبنّاها لتشجيعهم على العودة. فهل يُمكن أن يكون دعم الحكومة العراقيّة بناء كنائس جديدة لمسيحيّيها في أرضهم التاريخيّة لتحتضن صلواتهم وطقوسهم الدينيّة إحدى بادرتها التشجيعيّة؟
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته