بعد 10 سنوات من الصمت... كنيسة الساعة العراقيّة تحتفل بأوّل قدّاس إلهيّ

كنيسة الساعة في الموصل، العراق. كنيسة الساعة في الموصل، العراق. | Photo credit: UNESCO/Abdullah Rashid
كنيسة الساعة في الموصل، العراق. كنيسة الساعة في الموصل، العراق. | Photo credit: UNESCO/Abdullah Rashid
كنيسة الساعة في الموصل، العراق. كنيسة الساعة في الموصل، العراق. | Photo credit: UNESCO/Abdullah Rashid
كنيسة الساعة في الموصل، العراق. كنيسة الساعة في الموصل، العراق. | Photo credit: UNESCO/Abdullah Rashid

بعد عشر سنوات من الصمت، فُتِحت أبواب كنيسة الساعة في الموصل-العراق من جديد. عاد هذا الصرح الحضاري والديني والثقافي البارز لاستقبال القداديس الإلهية وصدى الترانيم. لحظة فارقة تأتي وسط عمليات الترميم التي تقودها منظمة اليونسكو، إذ أقيم قداس استثنائي للسلام والفرح على مذبح الكنيسة للمرة الأولى منذ تدميرها.

كنيسة الساعة في الموصل، العراق. Photo credit: UNESCO/Abdullah Rashid
كنيسة الساعة في الموصل، العراق. Photo credit: UNESCO/Abdullah Rashid

ترأس القداس الاحتفالي الأب جيرارد فرنسيسكو تيمونير، الرئيس العام للرهبنة الدومينيكانية، بحضور عدد من الرهبان والمؤمنين في أجواء من الفرح بالعودة إلى هذه الكنيسة التي كانوا يقصدونها قبل تعرّضها للدمار على يد تنظيم «داعش».

وكانت فرنسا قد أهدت إلى الكنيسة ثلاثة أجراس صُنِعت في مدينة نورماندي الفرنسية، وذلك في إطار دعم فرنسا مشروع إعادة الترميم غير المكتملة حتى اليوم.

تأسّست كنيسة اللاتين للآباء الدومينيكان المعروفة بـ«كنيسة الساعة» عام 1873 لتكون مركز الآباء الدومينيكان في العراق. تتمثّل أهميتها في كونها رمزًا للتنوع الديني والثقافي في الموصل، إذ تشكّل جزءًا من الهوية المسيحية في المنطقة.

إلى جانب دورها الديني، كانت كنيسة الساعة مركزًا ثقافيًّا وأكاديميًّا مهمًّا في المدينة، إذ تضمّنت أول مدرسة للفتيات وأول مطبعة في العراق. وتُنسَب إلى هذه المطبعة طباعة أول نسخة من الكتاب المقدس باللغة العربية كما أكد الأب أوليفييه بوكيلون، من رهبنة الدومينيكان لـ«آسي مينا». علمًا أنّ بوكيلون كان يشرف على أعمال إعادة الإعمار في الكنيسة. بالإضافة إلى ذلك، قدّمت الكنيسة كثيرًا من الخدمات الصحية والفنية للمجتمع المحلي.

مع دخول تنظيم «داعش» مدينة الموصل عام 2014، تحوّلت الكنيسة إلى مخزن للأسلحة ومعتقلٍ للتعذيب. وسُرقت محتوياتها الأثريّة، ومنها ساعتها الشهيرة التي أهدتها زوجة الإمبراطور نابليون الثالث إلى الآباء الدومينيكان في المدينة. لم يشكّل التدمير الذي شهدته كنيسة الساعة مأساة معمارية فحسب، بل أثّر سلبًا على جميع سكان الموصل، مسلمين ومسيحيين، إذ فقدوا رمزًا مهمًّا من رموز تاريخ المدينة وهويّتها.

اليوم، تحمل عودة هذه الكنيسة إلى الحياة وإقامة الاحتفالات الدينية فيها لحظة فارقة في رحلة مدينة الموصل نحو الإعمار واستعادة الهوية الثقافية والدينية التي تُعدّ جزءًا لا يتجزأ من تاريخها وتراثها.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته