العراق: أجراس كنيسة الساعة الموصليّة ستصدح من جديد

العراق: أجراس كنيسة الساعة الموصليّة ستصدح من جديد-1 العراق: أجراس كنيسة الساعة الموصليّة ستصدح من جديد | Provided by: Christelle Alix/UNESCO
العراق: أجراس كنيسة الساعة الموصليّة ستصدح من جديد-2 العراق: أجراس كنيسة الساعة الموصليّة ستصدح من جديد | Provided by: Christelle Alix/UNESCO
العراق: أجراس كنيسة الساعة الموصليّة ستصدح من جديد-3 العراق: أجراس كنيسة الساعة الموصليّة ستصدح من جديد | Provided by: Christelle Alix/UNESCO/

بحضور المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي والسفير العراقي في فرنسا وديع بتي حنا والرئيس الإقليمي للرهبنة البندكتيّة نيقولا تيكسييه، تمّت معاينة جرس كنسي وقرعه للتجربة في النورماندي غرب فرنسا، بعد إزالة قالبه الخارجي وتنظيفه وضبطه. وهو جرس من أصل ثلاثة ستُنْقَلُ كلّها في مارس/آذار المقبل من فرنسا إلى كنيسة الساعة الأثريّة للاتين في الموصل لتستقرّ على برجها الشهير من جديد بعدما تمّ ترميمه.

والبرج معلم تاريخي ذائع الصيت في المدينة بُنِيَ في العام 1880 بفضل تمويل قدّمته الإمبراطورة أوجيني دي مونتيو زوجة نابليون الثالث، مُهديةً أجراسه وساعته الشبيهة بساعة «بيغ بن» اللندنيّة التي استمدّت الكنيسة اسمها منها. وهي أوّل ساعة عامة في بلاد ما بين النهرين، وصوت دقّاتها كان يُسمع حتى في القرى المجاورة.

بعد سيطرته على الموصل في العام 2014، سرق تنظيم الدولة الإسلاميّة الساعة مع محتويات الكنيسة، مُحوّلًا إيّاها إلى معتقل ومحكمة ومخزن أسلحة، ثمّ عَمِلَ في العام 2016 على تفخيخ الموقع وتفجيره. وتعرّض البرج لأضرار جسيمة جرّاء ذلك، لكنه لم يسقط وبقيت إمكانيّة ترميمه ممكنة.

أمّا بالنسبة إلى الأجراس الحديثة الصنع، فتتراوح أوزانها بين 110 و270 كلغ، وقد صُنِعَتْ من مادة البرونز في مسبك «فيلديو ليه بوال» في النورماندي، وهي منطقة عانت في الحرب العالميّة الثانية ويلات الخراب والدمار مثلما عانت الموصل في الماضي القريب.

وسُمِّيَت الأجراس على أسماء رؤساء الملائكة، وهم جبرائيل الذي يعني اسمه رجل الله أو جبروت الله، وميخائيل ويعني اسمه مَنْ مِثل الله، وروفائيل وترجمتها شفاء الله أو رحمة الله. ويُصْدِرُ كل واحد منها صوت نوتة موسيقيّة (مي وفا وسول). وقد نُقشت عليها بعض الأشكال والكتابات، منها اسم المدينة والصليب المقدّس وكلمات ابتهاليّة دينيّة كُتبت باللغتَيْن اللاتينيّة والعربيّة.

وسيتولّى مهمّة تركيب الأجراس وصيانتها مستقبلًا فريق مكوّن من خبرات محلّية عراقيّة تلقّت تدريبًا بأيدي فنّيين يعملون في المسبك نفسه.

وتجدر الإشارة إلى أن كنيسة الساعة دُشّنت في العام 1873 لتكون مركزًا للآباء الدومينيكان الذين ما زالوا حتى اليوم قائمين عليها. ولم تقتصر مهمّتها على تقديم الخدمات الروحيّة للمؤمنين المسيحيين وإنما كان لها أيضًا دور اجتماعي وثقافي وتعليمي، من أهمّ مظاهره تأسيس أوّل مطبعة في بلاد ما بين النهرين أنتجت أوّل نسخة مطبوعة للكتاب المقدّس باللغة العربيّة المحلّية المنشأ، فضلًا عن تأسيس أوّل مدرسة للبنات وأوّل كلّية لإعداد المعلّمات.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته