دير مار كوركيس في الموصل... ماذا بعد إعمار الحجر؟

دير مار كوكيس الشهيد في مدينة الموصل العراقيّة دير مار كوكيس الشهيد في مدينة الموصل العراقيّة | مصدر الصورة: oaoc.net

دعا الأنبا د. سامر صوريشو الرئيس العام للرهبنة الأنطونيّة الهرمزديّة الكلدانيّة الحكومة المحلّية في محافظة نينوى إلى الاضطلاع بدورها في إعادة إعمار دير مار كوركيس الشهيد بالموصل. وطلب الحفاظ على سائر الكنائس والأديار والأماكن الدينيّة وحمايتها.

وأكّد صوريشو في حديث إلى «آسي مينا»، أنّ دعوته هذه لا تنطلق من حاجة مادّية بقدر ما هي حاجة إلى الشعور بأنّ الحكومة تهتمّ بأبنائها المواطنين من مختلف المكوّنات وتدافع عن حقوقهم. وأشار إلى أنّ رهبانيّته سعت إلى إعادة إعمار دير مار كوركيس الشهيد التاريخيّ بتمويل من الحكومة الأميركيّة وجمعيّة «عمل الشرق» وتبرعات المؤمنين، بالتعاون مع جامعتَي بنسلفانيا والموصل، من دون أيّ مساهمة حكوميّة.

الأنبا د. سامر صوريشو. مصدر الصورة: سامر صوريشو
الأنبا د. سامر صوريشو. مصدر الصورة: سامر صوريشو

وتعرّض الدير للتدمير في خلال فترة احتلال تنظيم داعش الإرهابيّ للمنطقة بين عامَيْ 2014 و2018. وكان التنظيم أجبر آخر راهبَيْن على مغادرة المكان تحت تهديد السلاح، فتوقّفت بذلك الحياة الرهبانيّة فيه.

وشرح صوريشو: «استُخدِم الدير ثكنة عسكريّة أو سجنًا للإيزيديّين، كما بلَغَنا. والمؤسف أنّ كنيسة الدير العليا فُجِّرَت وهُدِّمَت أسواره وخُرِّبَت صوامعه. وطال النهب موجوداته، ولم يسلم منه بلاط الأرضيّات». واستطرد: «بعد التحرير، عمل أهالي الموصل الشرفاء على تنظيف الدير مرّات عدّة لأنه أصبح مرعًى للحيوانات».

وشدّد الرئيس العام على ضرورة تدخّل الدولة لمعالجة مشكلة التجاوز على أراضي الدير في إطار دورها بالحفاظ على ممتلكات أبناء المدينة من مسيحيّين وسواهم. وطلب التعويض عليهم عن الخسائر الناتجة من الدمار في خلال فترة احتلال داعش.

وتابع صوريشو: «بسبب عدم توفّر الدعم اللازم، ربما نلجأ إلى إعمار الصحن الرهبانيّ في دير مار كوركيس على نفقتنا الخاصّة ليكون مؤهّلًا لعودة الحياة الرهبانيّة إلى سابق نشاطها الروحيّ لخدمة مسيحييّ الموصل العائدين إلى مدينتهم».

واستدرك: «رغم نهضة المدينة وانتعاش الحركة فيها، تبدو عودة المسيحيّين إليها متذبذبة. ونعوّل على الدولة في توفير الأمان وتوطيد أسس التعايش المشترك بين المكوّنات وتوفير فرص العمل وحماية الممتلكات ودعم تأسيس مشاريع صغيرة، وكلّ ما من شأنه تيسير عودة سلسة وآمنة ودائمة للمسيحيّين».

واسترسل: «سنبقى دائمًا مدافعين عن أديارنا وأراضينا ووجودنا التاريخي، ونحن على أهبة الاستعداد للعودة والمساهمة في إنعاش المسيحيّة في الموصل لتعود إلى سابق عهدها. لكنّ عودتنا مرتبطة بعودة المؤمنين، فوجود الرهبان مرتبط بوجود جماعة تحتاج إلى خدمتهم، وليس ليحرسوا حجارة الدير».

الجدير بالذكر أنّ الرهبنة الأنطونيّة الهرمزديّة الكلدانيّة احتفلت عام 2021 بمراسم إعادة تكريس مذبحَيْ كنيستَيْ دير مار كوركيس الشهيد في الموصل، العليا والسفلى، عقب إعمارهما. وتدأب الرهبنة على الاحتفال بالقدّاس في الدير كلّ عام في عيده، بانتظار أن تتمكّن من استكمال إعماره في المستقبل.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته