أبو ظبي: تنصيب المطران مارتينيلّي نائبًا رسوليًّا لجنوب شبه الجزيرة العربية

النائب الرسولي لجنوب شبه الجزيرة العربية المطران باولو مارتينيلّي النائب الرسولي لجنوب شبه الجزيرة العربية المطران باولو مارتينيلّي | Provided by: Apostolic Vicariate of Southern Arabia

أقيم يوم السبت 2 يوليو/تموز قداس احتفالي في كنيسة القديس يوسف في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، تمّ فيه تنصيب المطران باولو مارتينيلّي نائبًا رسوليًّا لجنوب شبه الجزيرة العربية والتي تشمل دول الإمارات وسلطنة عُمان واليمن، ليخلف بذلك المطران المستقيل بول هيندر النائب الرسولي هناك منذ العام 2004.

النائب الرسولي الجديد من مواليد 1958. ينتمي إلى رهبنة الإخوة الأصاغر الكبوشيين. حاصل على درجة الدكتوراه في اللاهوت من الجامعة الحبريّة الغريغورية.

رُسم كاهنًا عام 1985. ثم أصبح أسقفًا مساعدًا في مدينة ميلانو الإيطالية لمدة 8 سنوات، قبل أن يأتي قرار تعيينه من قبل البابا فرنسيس في الأول من شهر أيار الماضي. يتسلّم الآن مهامه بشكل رسمي.

في كلمته الأولى بعد التنصيب، شكر المطران مارتينيلي الربّ، لأنه اختاره ليخدم في هذه المنطقة من العالم، والتي وصفها بأنها تختلف كثيرًا عن بلاده، لكنها ساحرة. أعرب مارتينيلي عن امتنانه للبابا فرنسيس على تعيينه له، وهو ما لم يتوقعه. شكر أيضًا المطران بول هيندر على ترحيبه به مقدِّرًا العمل الهائل الذي قام به وعبَّر عن اعجابه وامتنانه لجميع الكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين العلمانيين العاملين في النيابة وبشكل خاص في الرهبنة الكبوشية.  

أردف أيضًا أنّه يصلّي لحكام الدول حتى ينالوا الحكمة من الله، فيقودوا شعوبهم إلى طريق السلام والازدهار. يقدّم صلاته الخاصة لجميع المحتاجين، وإلى الشعب اليمني لا سيما الأطفال منهم. وإلى المتفانين في ذلك البلد في خدمة المرضى والمتألمين، وعلى رأسهم الراهبات الأربع الذين قتلوا مع عدد من العلمانيين قبل ست سنوات.

ركّز الأسقف في كلمته الثرية على ثلاثة مواضيع:

أولًا، المدرسة والعائلة. قال: «أقدر كثيراً العمل القيّم الذي تم إنجازه في جميع الرعايا في هذه النيابة والنشاطات الرعوية، ولا سيما المساهمات القيّمة للمدارس الكاثوليكية. إن كنائس الرعية هي نقاط التقاء مهمة جداً لجميع الناس، لجميع المؤمنين، ولجميع العائلات بشكل خاص».

وتابع: «ليبارك الله كل العائلات! كم هي مهمة للكنيسة وللمجتمع! نحتفل هذا العام باعتباره وقتًا خاصًا مكرسا للعائلة. وفقًا لوثيقة فرح الحب فإن كل عائلة مدعوة لتكون كنيسة بيتية. نصلّي كي تحافظ عائلاتنا دائمًا على يسوع في حياتها».

ثانيًا، الانفتاح بأشكاله الثلاث. فعن الانفتاح بين المؤمنين ضمن الكنيسة الكاثوليكية نفسها، خاصة بأنها كنيسة مغتربين ينتمون لدول مختلفة. أضاف: «عندما أتوجه خصوصًا إلى المؤمنين الكاثوليك، أودّ أن أعبّر عن رغبتي في التركيز على جمال الانتماء إلى جسد المسيح الواحد، وهو الكنيسة، التي تتكوّن من مجموع ثقافات وتقاليد روحية وطقوس ليتورجية مختلفة. إنّ هذا كله لغنى عظيم؛ ويجب ألّا تفرقنا الاختلافات في المواهب، بل تجعل وحدتنا مثمرة أكثر».

أمّا بشأن الانفتاح على باقي الكنائس التي وجه لها تحيته قال: «أدعوا جميع المعمَّدين لتقوية المعرفة المتبادلة والعمل معًا، على أمل أن نكون يوما ما قادرين على الاحتفال بالأسرار المقدسة معا على نفس المذبح، ونتقاسم نفس الخبز ونشرب سويا من كأس الخلاص ذاتها».

وعن الانفتاح على باقي مكونات المجتمع يقول: «لقد دعا الله جميع البشر ليعيشوا معًا كإخوة وأخوات، حتّى لو كانوا ينتمون إلى ثقافات وشعوب وديانات مختلفة».

وأضاف: «إخوتي وأخواتي من مختلف الأديان، أتوجه إليكم كأخ. أعتقد أنه يمكننا تذليل كل الصعوبات بالعمل كمتعاونين وكرفاق. لقد علمتنا هذه الجائحة، بالرغم من قساوتها، أن ندافع عن بعضنا البعض. في مستهل عملي كراع لهذه النيابة، أعرب عن رغبتي العارمة في رفع مستوى الحوار بين الأديان وتعزيز الأخوة العالمية وفقا لروح وثيقة الأخوة الإنسانية... فمختلف الأديان بإمكانها أن تساهم بشكل كبير في المجتمعات في جميع أنحاء العالم، من خلال تعزيز السلام والمحبة».

ثالثاَ، الحياة المسيحية التي طالب بتعزيزها بكل أبعادها أكانت تتعلّق بالصلاة أو التأمل بكلمة الله أو الاحتفال بالأسرار المقدسة. وأعطى أهميّة خاصة لسرّ القربان المقدس. ومما قاله في هذا الصدد: «إننا مدعوون جميعًا لتعميق العلاقة بين الإيمان والحياة اليومية؛ بين الانجيل وطريقة تفكيرنا في معنى الحياة. وخاصة الصًلة بين الإفخارستيا وأنشطتنا اليومية: فالحياة المسيحية لها شكل إفخارستي.»

أخيرًا شدّد المطران على العمل المجمعي (السينودسية) في حياة المسيحي والتي عرَّفها: «الكنيسة المجمعية تعني الإصغاء دائما إلى كلمة الله، وتعزيز الحوار المتبادل...» مشدداً على أهمية المشاركة الفعّالة والنشطة في كافة المجالات. وخَلُصَ إلى: «أنّ المشاركة وعمل الخير تعبيران عن أهمية العيش بعمق بروح التضامن، ولا سيما مع المحتاجين. أوصانا يسوع أن نحب بعضنا بعضًا كما أحبنا.»

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته