ثلاث ركائز تميّز حياة عمودي الكنيسة القدّيسَيْن بطرس وبولس

القديسان بطرس وبولس-صورة القديسان بطرس وبولس | St. Peter by Peter Paul Rubens/Wikipedia Commons | St. Paul by Peter Paul Rubens/Museo del Prado

تميّزت حياة عمودي الكنيسة مار بطرس هامة الرسل ومار بولس رسول الأمم باستنادها إلى 3 ركائز أساسيّة، هي إعلان الإيمان والاضطهادات والصلاة، وفق ما قال البابا فرنسيس في إحدى عظاته بمناسبة عيد القديسَيْن بطرس وبولس.

إعلان الإيمان

تمثّلت الركيزة الأولى بالاعتراف الجريء بأن يسوع هو المسيح المُنتظَر، الله الحيّ، وربّ الحياة؛ عندما سأل يسوع: «مَنْ ابن الإنسان في قول الناس؟» (مت 16: 13)، أجاب بطرس: «أنتَ المسيح ابن الله الحيّ» (مت 16: 16). كما أعلن بولس إيمانه بشجاعة، مبشّرًا باسم يسوع في كل الأمم. إن الرسولَيْن العظيمَيْن اختارا درب الحياة الجديدة، درب الفرح والقيامة، حاملَيْن البشرى حتى أقاصي الأرض.

مواجهة الاضطهادات

الركيزة الثانية التي ميّزت حياة عملاقي الإيمان هي مواجهة الاضطهادات؛ أهرق بطرس وبولس دمهما من أجل المسيح، والجماعة المؤمنة اضطُهدت أيضًا حينذاك في بادئ الأمر (أع 12: 1).

أكد بولس الرسول أن حياته هي المسيح (في 1: 21)، معلنًا أمام الملأ: «ما أنا أحيا بعد ذلك، بل المسيح يحيا فيَّ. وإذا كنت أحيا الآن حياة بشريّة، فإني أحياها في الإيمان بابن الله الذي أحبّني وبذل نفسه من أجلي» (غل 2: 20).

لقد تبع بولس يسوع بأمانة، واهبًا أيضًا حياته على مثال معلّمه، ومضى قدمًا واثقًا بأن الربّ المصلوب والقائم من الموت معه، فقال: «يُضَيَّق علينا من كل جهة ولا نُحَطَّم، نقع في المآزق ولا نعجز عن الخروج منها، نُطارَد ولا نُدْرَك، نُصْرَع ولا نهلك» (2 كو 4: 8-9).

واحتمل بولس الاضطهادات، محافظًا على إيمانه الثابت، إذ قال: «جاهدتُ جهادًا حسنًا وأتممتُ شوطي وحافظتُ على الإيمان» (2 طم 4: 7)، فنال إكليل البرّ (2 طم 4: 8).

الصلاة

إن الحياة النابعة من الإيمان والمزهرة في التضحية تتدفّق كلّ يوم في الصلاة، الركيزة الثالثة التي ميّزت حياة الرسولَيْن بطرس وبولس. في الكنيسة، سندت الصلاة المؤمنين في كل الأوقات وجعلتهم يتخطّون المحن. وبرز دورها أيضًا في حياة الرسل: «كان بطرس محفوظًا في السجن، لكن الصلاة كانت ترتفع من الكنيسة إلى الله بلا انقطاع من أجله» (أع 12: 5). وهكذا، يحفظ الربّ الكنيسة المصلّية والعاملة وفق مشيئته في كل الأزمنة.

في الختام، هلمّوا نلبّي دعوة البابا فرنسيس القائل: «لنَنْظُرْ عن كثب إلى هذَيْن الشاهدَيْن للإيمان: في صلب تاريخهما، لا نجد براعتهما، بل نجد لقاءهما مع المسيح الذي غيّر حياتهما. لقد اختبرا الحبّ الذي شفاهما وحرّرهما، ولهذا السبب أصبحا رسولَيْن وخادمَيْن لتحرير الآخرين».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته