الفاتيكان: زوجان لبنانيّان يشرحان عن الجماعات العائليّة أمام أُسَر من كلّ أقطار العالم

جيروم وجانيت ضاهر يلقيان كلمتهما في اللقاء جيروم وجانيت ضاهر يلقيان كلمتهما في اللقاء | Provided by: Daniel Ibáñez / CNA

ضمن اللقاء العالمي العاشر للعائلات، ألقى اليوم صباحًا أزواج عدّة من بلدان مختلفة كلمات ومشاركات، في قاعة بولس السّادس في الفاتيكان، أمام الأُسَر المشاركة في اللقاء. فشارك أزواج من الولايات المتّحدة وإيطاليا وليتوانيا وبورندي وإسبانيا خبراتهم وأفكارهم. كما شارك زوج وزوجة لبنانيّان، جيروم وجانيت ضاهر، خبرتهما في كلمة باللغة الفرنسيّة حول «خلق جماعة بين العائلات».

جيروم ضاهر أستاذ محاضر في اللاهوت، متخصّص باللاهوت العقائدي، مدرّب حياة واختصاصي ومستشار في العلاقات. عمل في تعليم اللاهوت في لبنان وفي دورات التحضير للزواج وراعويّة العائلة في أبرشيّات عدّة في لبنان والأردن. وجانيت ضاهر مدرّبة حياة ومدرّبة أزواج ومدرّبة على تربية الأطفال. متخصّصة بمساعدة الأزواج في التحضير للزواج وبعده، كما أنّها متخصّصة بالتدريب على تربية الأطفال. عمل جيروم وجانيت معًا في رعايا عدّة في لبنان في تنشئة الأزواج قبل الزواج وبعده. وقد كان لهما مركز إصغاء في لبنان، لتحضير الأزواج على صعيد شخصي أيضًا. هما متزوّجان منذ 16 عامًا ولهما 3 أولاد.  

تفاجآ بدعوتهما وفرحا  

في حديث خاصّ لـ«آسي مينا»، عبّر جيروم عن تأثّره بدعوته للكلام بين جميع المسيحيّين المشرقيّين. وعبّر جيروم أيضًا عن مفاجأته وفرحه، هو وجانيت بدعوتهما للكلام في اللقاء، بخاصّة عندما اكتشفا أنّهما الوحيدان المدعوّان من كلّ الشرق للمحاضرة في اللقاء. وشرح جيروم أنّ العناية الإلهيّة جعلت من المنظّمين يطلبون منهما إعطاء هذه المحاضرة بالتحديد إذ لم يختارا عنوان كلمتهما، بعد خبرتهما الواسعة في أهميّة الجماعات العائليّة، واختبرا أنّ العائلة ليست قادرة على الاستمرار وحدها في مجتمعٍ مجنون كالذي نعيش فيه. وقالت جانيت إنّها أيضًا شعرت بفرح كبير وبفخر أن تكون مع زوجها بين المحاضرين والممثّلين عن لبنان.

من محاضرات اللقاء في قاعة بولس السّادس. Provided by: Daniel Ibáñez / CNA
من محاضرات اللقاء في قاعة بولس السّادس. Provided by: Daniel Ibáñez / CNA

الذكاء العلائقي والانفعالي ضروري للمشاريع الكنسيّة

يعتبر جيروم أنّ من المهمّ إدخال البُعد النفسي والذكاء العلائقي والانفعالي في كل المشاريع الكنسيّة، وأنّ مقاربة الإنسان لا تكفي أن تكون أحاديّة بكونه روحًا فقط. فالنعمة بحاجة للطبيعة، كما يقول توما الأكويني. والإنسان إن لم يعمل على تنميته الإنسانيّة، حتّى النعمة تجد صعوبة في الترسّخ فيه. ويرى جيروم أنّ هناك فقرًا إنسانيًّا كبيرًا اليوم يؤثّر على روحانيّاتنا ووحدة العائلة.

وأخيرًا، يعتبر جيروم أنّنا كمسيحيّين مشرقيّين نملك شرف عيش واقع شبيه بواقع المسيحيّين الأوائل في تضامن ضمن المصاعب.

المحبّة تحتاج إلى منظومة دعم

أخبرت جانيت «آسي مينا» أنّهما أحبّا الكلام، في مداخلتهما في اللقاء، عن البُعد النفسي والذكاء الانفعالي، لكيفيّة مساعدة بعضهما البعض. شرحت جانيت أنّهما اكتشفا أنّ أكبر ضغط على الأزواج هو في طريقة تربية الأطفال، من هنا، أضافا هذا الموضوع في تدريب الأزواج، رغبةً بمساعدتهم في التعامل مع هذا الضغط بطريقة علميّة والسماح للأزواج المختلفين بمساعدة بعضهم البعض.

وأضافت أنّ المحبّة تحتاج إلى منظومة دعم لتصير قادرة على التطبيق. من هنا، على سبيل المثال، إن قَدِم أزواج إلى منطقة جديدة وكانوا بحاجة إلى أمور عمليّة كأطبّاء للأطفال أو مختصّين في صيانة معدّات منزليّة مثلًا، أو إن أراد الأزواج المشاركة في رياضة روحيّة، يستطيعون الاعتماد على مساعدة أزواج آخرين للاهتمام بأطفالهم.

«ليس حسنًا أن يكون الإنسان وحده»

في كلمتهما، صباح اليوم في قاعة بولس السّادس، قال جيروم وجانيت إنّ المكان الوحيد في سفر التكوين الذي يذكر الربّ به شيئًا على أنّه غير حسن هو عندما يقول: «ليس حسنًا أن يكون الإنسان وحده» (تكوين 2: 18) لأنّ الإنسان على صورة الله، والله الثالوث علائقي، فالإنسان إذا علائقيّ أيضًا. إنّنا مصنوعون لنُحِبّ ونُحَبّ، أردف الزوجان. فللحُبّ بُعدان: بُعدٌ عامودي، حُبّ الله وتلقّي حُبّه، وبُعد أفقيّ، حُبّ القريب. والعائلة أوّل مكان لاختبار طبيعتنا العلائقيّة وتحقيقها أي أوّل مكان للقداسة، فهي الكنيسة المنزليّة. وإن انغلقت العائلة على ذاتها، انقطعت عن الجسد السرّيّ الذي هو الكنيسة.  

جيروم وجانيت ضاهر يلقيان كلمتهما في اللقاء. Provided by: Daniel Ibáñez / CNA
جيروم وجانيت ضاهر يلقيان كلمتهما في اللقاء. Provided by: Daniel Ibáñez / CNA

«خلق جماعة بين العائلات»

من هنا، شرح جيروم وجانيت كيفيّة خلق جماعات عائليّة تضمّ ستّة أزواج مُتّحدين بسرّ الزواج. تلتقي هذه الجماعات التي يرافقها مُرشد، مرّة أم مرّتين في الشهر، للصلاة معًا وعيش الشراكة الأخويّة والتنشئة لتكون لاحقًا في خدمة الإخوة والأنجلة. لفت الزوجان اللبنانيّان إلى أنّ اللقاءات تُقسم إلى سبعة أقسام: أوّلًا، للصلاة والتسبحة. ثانيًا، لقراءة الكتاب المقدّس. ثالثًا، للتنشئة الإنسانيّة التي تُقسم إلى قسمين: الأوّل يأخذ بعين الاعتبار تحدّيات الحياة الزوجيّة، والثاني يغطّي تحدّيات تربية الأطفال. رابعًا، للقاء والمشاركة والتعزية. خامسًا، لصلاة الإخوة. سادسًا، لصلاة شكر نهائيّة. سابعًا، لوقت ترفيهيّ. كما تعيش تلك الجماعات لقاءات أخرى في خلال العام مع الجماعات العائليّة الأخرى في الأبرشيّة.

وخَلُص الزوجان في كلمتهما إلى أنّ لجماعات العائلات المسيحيّة حسنات عدّة: من التنشئة المسيحيّة والإنسانيّة إلى خلق شبكة تضامن، فتصبح الجماعة مكانَ تضامنٍ روحي ونفسي ولوجستي، وفرصة للجميع لعيش المحبّة، فتصير ذات قوّة إرساليّة.

المزيد

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته