البابا فرنسيس يظهر أنّ الزفاف ليس للقيام بحفلة بل للتأسيس على حُبّ المسيح

البابا فرنسيس ملقيًا كلمته في افتتاح اللقاء العالمي العاشر للعائلات البابا فرنسيس ملقيًا كلمته في افتتاح اللقاء العالمي العاشر للعائلات | Provided by: Daniel Ibáñez / CNA

ألقى البابا فرنسيس كلمةً في مهرجان العائلات الذي به افتُتِح اللقاء العالمي العاشر للعائلات في قاعة بولس السّادس في الفاتيكان. خلال المهرجان الافتتاحي، أعطت خمس عائلات شهادات حياتها كما غنّت مجموعة «إل فولو» الموسيقيّة عدّة أغنيات. استعاد البابا في كلمته شهادات العائلات كما أعطى تعليمًا في الزواج.   

عبّر البابا فرنسيس في كلمته عن سعادته بهذا اللقاء، الذي يأتي بعد أزمات عالميّة عدّة من جائحة كورونا إلى الحرب الروسيّة الأوكرانيّة. وشكر البابا المنظّمين والعائلات التي توافدت من كلّ أقطار العالم والتي قدّمت شهادات حياتها.

وتوجّه البابا للعائلات الحاضرة في مهرجان الافتتاح كما لكلّ تلك العائلات التي تتابع اللقاء من حول العالم، طالبًا أن تكون الكنيسة لهم «سامريًّا صالحًا»، على مقربة منهم، تساعدهم في السير إلى الأمام ولو بخطوةٍ صغيرة. وقسّم البابا كلمته بعدها إلى خمسة أقسام تكلّم فيها عن التقدّم إلى الأمام.

الزواج هديّة الله للعشّاق

في القسم الأوّل، استعاد البابا شهادة سيينا زانغلا ولويجي فرانكو وهما أم وأب إيطاليّان لثلاثة أطفال معمّدين، يعيشان مساكنة ويتقدّمان أكثر فأكثر في دعوتهما نحو للزواج. توقّف البابا عند قول سيينا ولويجي بعدم لقيانهما جماعة تحتضنهما قائلًا: «علينا الاهتداء والسير لنصير كنيسة مُستَقْبِلة». وعبّر البابا عن تعزية دخلته عندما سمع كيف عمّد سيينا ولويجي أطفالهما. وقال البابا: «نستطيع القول أنّه عندما يعشق رجل وامرأة بعضهما، يقدّم الله لهما هديّة: الزواج. هذه هدية رائعة فيها قوّة الحُبّ الإلهيّ». وأكّد البابا أنّ الزفاف ليس من الشكليّات التي يجب القيام بها. «كي نكون كاثوليكيّين "ذات ملصق"، نطيع إحدى القوانين، أو لأنّ الكنيسة تقول ذلك أو للقيام بحفلة ما. كلّا، يتمّ الزفاف لتأسيس الزواج على حُبّ المسيح، الثابت كالصخرة». وأكّد البابا أنّ العائلة ليست فكرة جميلة لا يمكن بلوغها في الواقع.  

حقيقة الصليب في قلب خادمة الله كيارا كوربيلّا

في القسم الثاني، استعاد البابا شهادة والدي خادمة الله كيارا كوربيلّا. ولفت البابا النظر إلى أنّ والدا كيارا ليسا مُحبطّين وحزينين بل في قلبهما سلام. واستعاد قولهما: «سلام كيارا فتح لنا شباكًا على الأبديّة». وشرح البابا أنّ حقيقة الصليب كانت قد دخلت إلى قلب كيارا كعطاء للذات، كحياة مُعطاة للعائلة والكنيسة والعالم أجمع. واعتبر البابا أنّ كيارا مثال كبير وإلهام في مسيرة قداستنا.

«الوالدان الضالّان»

في القسم الثالث، استعاد البابا شهادة جرمين وبول بانزا، زوج وزوجة من الكونغو عاشا انفصالًا وابتعادًا وعادا للمصالحة والوئام. رأى البابا أنّ قصتهما تعطي الرجاء. ففي أحلك لحظات الأزمة التي مرّا بها استجاب الربّ إلى رغبة قلب بول وخلّص زواجهما. وأضاف البابا أنّ: «الغفران يبلسم الجراح؛ الغفران عطيّة تنبع من النعمة التي يملأ بها المسيح الزوجان والعائلة بأسرها، وذلك إن تُرك للمسيح الإمكانيّة للعمل، في اللجوء إليه». وذكر البابا أنّ قصة بول ذكّرته بفرح الأب بعودة ابنه الضال، لكن في هذه الحالة كان الوالدان من ضلّا وليس الابن! في هذه الحالة هما «الوالدان الضالّان». وذكّر البابا أنّنا جميعًا خطئة مُسامحين.

الضيافة «كاريزما» العائلات

 في القسم الرابع، استعاد البابا شهادة أمّ أوكرانيّة وابنتها لاجئتان من الحرب الأوكرانيّة الروسيّة عند عائلة مؤلّفة من أب وأمّ وستّة أولاد تستقبلهما، وأعطت هذه العائلة شهادة حياتها أيضًا. اعتبر البابا أنّ الضيافة هي «كاريزما» العائلات وبالأخصّ العائلات الكثيرة العدد! فالعائلات الكثيرة العدد مُعتادة على فسح المجال للآخرين. وفي العائلات يتمّ استقبال الضعفاء الذين يُرفضون عادةً: كابنٍ ذات حاجات خاصّة، شخص طاعن في السنّ... وهذا يعطي رجاء، قال البابا.

الأخوّة في عائلة من دينَين مختلفين

في القسم الخامس، استعاد البابا شهادة زكيّة صدّيقي، أرملة السفير لوقا أتانازيو الذي قُتل في الكونغو في العام 2021، وهي اليوم أمّ أرملة لثلاثة أولاد. رأى البابا في هذه العائلة مثال الأخوّة لأنّهم يعيشون في أخوّة اذ إنّهم من أديان مختلفة. وشكر البابا هذه العائلة على مثال الأخوّة التي تقدّمه وشكر والدة زكيّة التي ترافقها والتي رأى بها مثالًا على الحموات الصالحات.

سؤال من البابا للعائلات

وأخيرًا قال البابا أنّ لكلّ عائلة رسالة عليها أن تحقّقها في هذا العالم ولديها شهادة عليها أن تقدّمها. وطلب من العائلات أن تسأل ذاتها: «أيّ كلمة يريد المسيح قولها من خلال حياتنا إلى الأشخاص الذين نلتقي بهم؟ أي "خطوة إضافيّة" يطلبها اليوم من عائلتنا؟». وطلب أخيرًا البابا أن نعيش وأعيننا مرفوعة إلى السماء كما كانا الطوباويّان لويس بيلترماي كواتروكّي وماريّا كورسيني يوصيا أبنائهم. وفي خاتمة كلمته طلب الصلاة من أجله.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته