توقّف البابا لاوون الرابع عشر، صباح اليوم في نهاية المقابلة العامة الأسبوعيّة في ساحة القديس بطرس الفاتيكانيّة، على التفجير الإرهابيّ الذي هزّ كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس في دمشق. وأكّد قربه والكنيسة مجتمعةً من مسيحيّي الشرق الأوسط.
البابا لاوون الرابع عشر يجري المقابلة العامّة الأسبوعيّة صباح اليوم في الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا
ضرورة مساعدة سوريا
أشار الحبر الأعظم إلى ضرورة ألّا يغضّ المجتمع الدولي نظره عن هذه البلاد، بعد أعوام من الصراعات وانعدام الاستقرار. وأكّد وجوب متابعة تقديم المساعدة إلى سوريا من خلال التضامن والتزام السلام والمصالحة.
البابا لاوون الرابع عشر يجري المقابلة العامّة الأسبوعيّة صباح اليوم في الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا
وأضاف لاوون أنّه يتابع بانتباه ورجاء تطوّر الوضع في إيران وإسرائيل وفلسطين. واعتبر قول النبي أشعيا «لا تَرفَعَ أُمَّةٌ سَيفًا على أُمَّةٍ»، نداءً عاجلًا. وطلب الإصغاء إلى هذا الصوت الآتي من الله. وسأل علاج التمزّقات التي سبّبتها أحداث الأيّام الأخيرة. ودعا إلى رفض منطق الغطرسة والانتقام واختيار درب الحوار والدبلوماسيّة والسلام بحزم.
البابا لاوون الرابع عشر يجري المقابلة العامّة الأسبوعيّة صباح اليوم في الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا
مرض شائع
قدّم الأب الأقدس، في خلال المقابلة، تعليمًا بعنوان «المرأة النازفة وابنة يائيرس. "لا تَخَف، آمِنْ فقط!" (مرقس 5: 33-36)». وتحدّث عن هذَين الشفاءَين على يد يسوع بصفتهما علامة رجاء. ورأى أنّ في المسيح قوّة نستطيع أن نختبرها عند دخولنا في علاقة به.
البابا لاوون الرابع عشر يجري المقابلة العامّة الأسبوعيّة صباح اليوم في الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا
واعتبر أنّ أحد الأمراض الأكثر شيوعًا في عصرنا هو «التَعَب من العيش»، إذ يبدو واقع الحياة معقّدًا وثقيلًا. لذا، نحاول الدخول في نوعٍ من الغيبوبة، عسى أن تتغيّر الأمور عند استيقاظنا. وأكّد أنّه يمكن مواجهة الواقع مع يسوع بشكلٍ جيّد.
البابا لاوون الرابع عشر يجري المقابلة العامّة الأسبوعيّة صباح اليوم في الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا
لمسة الإيمان وقيامة الروح
أردف البابا أنّ المرأة النازفة تحلّت بشجاعة غيّرت مسار حياتها. وأوضح أنّ الآخرين أجبروها على الاختباء والانعزال، وقد نقع نحن أيضًا ضحيّة حكم الآخرين علينا، فلا نعود قادرين على الخروج من حالتنا. واقتبس من القديس أغسطينوس شرحه أنّ المرأة لمست يسوع بإيمانها لذلك شُفِيَت.
البابا لاوون الرابع عشر يجري المقابلة العامّة الأسبوعيّة صباح اليوم في الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا
وسلّط لاوون الضوء على يائيرس الخارج من منزله بحثًا عن مساعدة، وغير الادّعائي رغم أنّه رئيس المجمع. وعن شفاء البنت الصغيرة، فسّر الأب الأقدس أنّ يسوع أقامها من الموت، لأنّ الله حياة أبديّة وموت الجسد ليس سوى استراحة النوم. وانطلاقًا من طلب يسوع إعطاء الطفلة مأكلًا، سأل البابا إن كنّا نعلم تقديم الطعام الروحيّ إلى أبنائنا.
دعا البابا لاوون الرابع عشر صباح اليوم الإكليريكيّين إلى عدم الخوف من الاعتناء بقلوبهم وقبول المساعدة. وأشار إلى أنّ القلب قد ينطوي على مخاوف في بعض الأحيان، إذ تكمن فيه جراحات، لكن يمكن أن تولد منها القدرة على الاهتمام بالمتألّمين.
أكّد البابا لاوون الرابع عشر مساء أمس في القداس الإلهي الاحتفالي بمناسبة عيد الجسد الإلهي في بازيليك القديس يوحنا اللاتران أنّ الإفخارستيا هي الحضور الحقيقي والفعلي والجوهري للمخلّص. وقال: «معًا، رعاةً ورعيّة، نتغذى بالقربان الأقدس، ونسجد له ونحمله في الشوارع».
أكّد البابا لاوون الرابع عشر، في كلمته ظهر اليوم بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس الفاتيكانيّة، أنّ الإنسانيّة -اليوم أكثر من أيّ وقت مضى- تصرخ وتنادي بالسلام. واعتبرها صرخة تتطلب المسؤولية والعقلانية، ولا ينبغي أن يُغرقها ضجيج الأسلحة والكلمات الرنانة التي تحرّض على الصراع.