البابا لاوون الرابع عشر يطالب المجتمع الدوليّ بوقف مأساة الحرب

البابا لاوون الرابع عشر يتلو صلاة التبشير الملائكيّ مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس، الفاتيكان البابا لاوون الرابع عشر يتلو صلاة التبشير الملائكيّ مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس، الفاتيكان | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

أكّد البابا لاوون الرابع عشر، في كلمته ظهر اليوم بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس الفاتيكانيّة، أنّ الإنسانيّة -اليوم أكثر من أيّ وقت مضى- تصرخ وتنادي بالسلام. واعتبرها صرخة تتطلب المسؤولية والعقلانية، ولا ينبغي أن يُغرقها ضجيج الأسلحة والكلمات الرنانة التي تحرّض على الصراع.

وذكر الحبر الأعظم الأخبار المقلقة من الشرق الأوسط، بخاصّة من إيران. وأشار إلى أنّ في ظلّ هذا المشهد المأسوي الذي يشمل إسرائيل وفلسطين، يبرز خطر نسيان المعاناة اليومية للسكان، ولا سيما في غزة والأراضي الأخرى حيث تزداد الحاجة إلى تقديم مساعدات إنسانية مناسبة.

البابا لاوون الرابع عشر يتلو صلاة التبشير الملائكيّ مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس، الفاتيكان. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا
البابا لاوون الرابع عشر يتلو صلاة التبشير الملائكيّ مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس، الفاتيكان. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

وشدّد لاوون على أنّ كلّ فرد من أفراد المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية أخلاقية: وقف مأساة الحرب قبل أن تتحول إلى فجوة لا يمكن سدّها. وشرح أن لا صراعات بعيدة عندما تكون كرامة الإنسان على المحك. وقال إنّ الحرب لا تحل المشكلات، بل تضخّمها وتولّد جروحًا عميقة في تاريخ الشعوب تستغرق أجيالًا للشفاء.

ورأى الأب الأقدس أنّه لا يمكن لأي انتصار عسكري أن يعوّض آلام الأمهات وخوف الأطفال والمستقبل المسروق. وأضاف أنّ على الدبلوماسية أن تُسكت الأسلحة، وعلى الأفعال أن ترسم المستقبل بأعمال السلام لا بالعنف والصراعات الدموية.

وقبل صلاة التبشير، وبمناسبة عيد جسد الربّ ودمه، شرح البابا معجزة الخبز والسمك التي يرويها إنجيل لوقا. طلب يسوع من الرسل أن يقدّموا له ما لديهم، القليل، وبارك الأرغفة والسمك، ووزّعها عليهم. وكانت النتيجة مذهلة: لم يشبع الجميع فحسب، بل فاض الطعام عن الحاجة.

البابا لاوون الرابع عشر يتلو صلاة التبشير الملائكيّ مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس، الفاتيكان. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا
البابا لاوون الرابع عشر يتلو صلاة التبشير الملائكيّ مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس، الفاتيكان. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

واعتبر لاوون هذه المعجزة، بما تتجاوزه من بُعد خارق، علامة تذكّرنا بأنّ عطايا الله، حتى الصغيرة، تنمو وتتكاثر كلّما شاركناها مع الآخرين. وتابع: «فلنفكّر في جمال اللحظة التي نقدّم فيها هدية، حتى وإن كانت بسيطة وعلى قدر استطاعتنا، ثم نرى التقدير في عينَي من تلقّاها؛ كم نفرح عندما نشعر بأنّ هذه الهدية، رغم بساطتها، قرّبتنا أكثر ممن نحبّ. هكذا تمامًا، في سرّ الإفخارستيا، يحدث بيننا وبين الله: فالربّ يقبل، ويقدّس، ويبارك الخبز والخمر اللذين نقدّمهما على المذبح، مع تقدمة حياتنا، ويحوّلهما إلى جسد المسيح ودمه، ذبيحة المحبة لخلاص العالم. إنّ الله يتّحد بنا، فرِحًا بما نحمله إليه، ويدعونا إلى الاتّحاد به عبر تلقّي عطاياه ومشاركتها مع الآخرين بفرح مماثل».

ثم ذكر قول القديس أغسطينوس: «مثلما تصبح حبات القمح المتجمعة رغيفًا واحدًا، كذلك يشكّل الحبّ المتّحد في المحبة جسدًا واحدًا للمسيح».

البابا لاوون الرابع عشر يتلو صلاة التبشير الملائكيّ مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس، الفاتيكان. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا
البابا لاوون الرابع عشر يتلو صلاة التبشير الملائكيّ مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس، الفاتيكان. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته