بعد تفجير كنيسة مار إلياس في دمشق… ما أبرز المواقف الكنسيّة؟

من آثار الهجوم على كنيسة مار إلياس في الدويلعة-دمشق، سوريا من آثار الهجوم على كنيسة مار إلياس في الدويلعة-دمشق، سوريا | مصدر الصورة: محمد الرفاعي/آسي مينا

ارتفعت حصيلة شهداء الهجوم الذي استهدف كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس في حي الدويلعة-دمشق، إلى 25 شخصًا مقابل سقوط 63 جريحًا، وفق وزارة الصحة السورية. وقد وقع الهجوم مساء أمس، في خلال قدّاس حضره نحو 400 مؤمن.

وبحسب بعض الشهود هاجم مسلحان الكنيسة، وبقي أحدهما في الساحة الخارجية يطلق النار على المصلين وفي اتّجاه نوافذ الكنيسة الزجاجية. فيما حاول ثانيهما دخول الكنيسة وتفجير قنبلة، فتصدى له رجلان من المصلّين، جريس وبطرس بشارة، وتمكنّا من إسقاط القنبلة من يده ومنع تفجيرها. إلّا أنّ المسلح، وفي أثناء سحبه إلى الخارج، فكّ حزامه الناسف، ما أدى إلى انفجار هائل خلّف عشرات الشهداء والجرحى وأحدث دمارًا كبيرًا في المكان.

من آثار الهجوم على كنيسة مار إلياس في الدويلعة-دمشق، سوريا. مصدر الصورة: محمد الرفاعي/آسي مينا
من آثار الهجوم على كنيسة مار إلياس في الدويلعة-دمشق، سوريا. مصدر الصورة: محمد الرفاعي/آسي مينا

ويُعدّ هذا الهجوم الأول من نوعه ضدّ المسيحيين في سوريا بدافع ديني، منذ سقوط النظام السابق قبل أكثر من ستة أشهر ونصف الشهر، ما أعاد إلى الأذهان تحذيرات سابقة وتهديدات للمكوّن المسيحي، رغم التطمينات التي قُدّمت إليه بعد تغيير السلطة.

وقال الأرشمندريت ملاتيوس شطاحي من الكنيسة الرومية الأرثوذكسية من موقع الجريمة: «السكوت عما كان يُوصف بأنه أحداث فردية جعلني غير متفاجئ بما وصلنا إليه اليوم».

من آثار الهجوم على كنيسة مار إلياس في الدويلعة-دمشق، سوريا. مصدر الصورة: محمد الرفاعي/آسي مينا
من آثار الهجوم على كنيسة مار إلياس في الدويلعة-دمشق، سوريا. مصدر الصورة: محمد الرفاعي/آسي مينا

وتوالت ردود الأفعال المندِّدة بالاعتداء، محلّيًّا ودوليًّا وكنسيًّا. فقد دعت بطريركية أنطاكيا للروم الأرثوذكس السلطات إلى تحمّل مسؤولياتها الكاملة في حماية دور العبادة وتأمين سلامة جميع المواطنين. وأكدت تواصل البطريرك يوحنا العاشر يازجي مع جهات محلّية وإقليمية «لنقل الصورة السوداوية من دمشق إلى العالم أجمع، والدعوة إلى إيقاف هذه المذابح».

بدورها، رأت بطريركية الروم الملكيين الكاثوليك أنّ هذا الاعتداء يأتي في سياق تصاعُد التوترات الطائفية في سوريا، وما يرافقها من تهديدات متزايدة تطال حياة المسيحيين وحقهم في ممارسة شعائرهم.

من آثار الهجوم على كنيسة مار إلياس في الدويلعة-دمشق، سوريا. مصدر الصورة: محمد الرفاعي/آسي مينا
من آثار الهجوم على كنيسة مار إلياس في الدويلعة-دمشق، سوريا. مصدر الصورة: محمد الرفاعي/آسي مينا

أما بطريرك السريان الأرثوذكس، إغناطيوس أفرام الثاني، فأعرب في اتصال بالبطريرك يوحنا العاشر عن أمله في فتح تحقيق شفاف وسريع في ملابسات الهجوم.

من جهته، قال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي إنّ «استهداف المسيحيين في الشرق هو انقلاب على حقيقة هذا الشرق الذي يواجه اليوم تحديات تهدّد بمحو حضاراته وثقافاته وإرثه الغني بالتنوع والتعدد».

من آثار الهجوم على كنيسة مار إلياس في الدويلعة-دمشق، سوريا. مصدر الصورة: محمد الرفاعي/آسي مينا
من آثار الهجوم على كنيسة مار إلياس في الدويلعة-دمشق، سوريا. مصدر الصورة: محمد الرفاعي/آسي مينا

وشددت بطريركية الأرمن الكاثوليك على أنّ «المسيحي لا يهاب الترهيب، ولا يستسلم للكراهية، ودماء الشهداء بالأمس ما هي إلا صوت صارخ للحق في وجه الظلم».

ووصف بطريرك القدس للروم الأرثوذكس ثيوفيلوس الثالث، الهجوم بـ«الفعل الوحشي الذي لا يمثّل اعتداءً على المسيحيين في سوريا فحسب، بل هو جرح نازف في كرامة الإنسانية جمعاء».

فيما أكد بطريرك السريان الكاثوليك أغناطيوس يوسف الثالث يونان، أنّ الهجوم يهدف إلى زرع الفتن وتهجير المواطنين الأبرياء، ضمن عمل إرهابي واضح حاكته قوى الظلام.

من آثار الهجوم على كنيسة مار إلياس في الدويلعة-دمشق، سوريا. مصدر الصورة: محمد الرفاعي/آسي مينا
من آثار الهجوم على كنيسة مار إلياس في الدويلعة-دمشق، سوريا. مصدر الصورة: محمد الرفاعي/آسي مينا

المزيد

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته