أربيل, الثلاثاء 17 يونيو، 2025
إلى جانب أهمّية الماء وضرورته في ديمومة حياة المخلوقات، فقد شكَّلَ أيضًا عنصرًا جوهريًّا في طقوس الإنسان وعباداته عبر التاريخ. فمنذ نشوء الديانات، دأب الأقدمون على استعماله قبل دخولهم إلى هيكل العبادة، باعتباره مادّة أساسيّة في المرحلة التطهيريّة قبيل المشاركة في الطقوس. وسواء أكان استخدامه بقصد التطهير الفعليّ أم الرمزيّ، يبقى الماء العنصر الطبيعيّ الأبرز في الممارسات الطقسيّة، نظرًا إلى توفّره دائمًا.
لعنصر الماء استخدامات واسعة في المسيحيّة أيضًا، كما بيّن الأب د.جورج جَحّولا، الكاهن في أبرشيّة الموصل وتوابعها للسريان الكاثوليك، في حديثه عبر «آسي مينا»، موضحًا أنّ أوّلها وأهمّها هو استخدامه في سرّ العماد، إذ يُمثّل أحد «المواد» الأساسيّة لإتمام السرّ بصورةٍ قانونيّة، إلى جانب الزيوت المقدّسة، كزيت الموعوظين وزيت الميرون المقدّس.

وأضاف: «في حين يُعَدّ الماء المُقدّس الأكثر شيوعًا هو الموضوع في مدخل الكنيسة، هناك أيضًا ماء العماد في عيد الدنح، والماء الذي يُرَشّ على المؤمنين وعلى نعش الميت في الدفنات، والمُستَخدَم في مباركة الرموز التقويّة، كالصُّلبان والمسابح والأيقونات وأغصان الزيتون وسواها. كما يُستعمل الماء المقدّس في تبريك البيوت وأماكن الصلاة، وتمتدّ بركته لتشمل حياة العمل وأماكنه».