«أكاديميّة بغداد للعلوم الإنسانيّة»... مؤسّسة رهبانيّة دومينيكيّة في خدمة المجتمع

أكاديميّة بغداد للعلوم الإنسانيّة أكاديميّة بغداد للعلوم الإنسانيّة | مصدر الصورة: الأب أمير ججّي الدومينيكيّ

إثر الأوضاع المضطربة التي عاشها العراق بعد العام 2003 والتغييرات الجسيمة التي طرأت على بُنيته المجتمعيّة والفكريّة، لمَسَ الآباء في «رهبانيّة الإخوة الواعظين-الدومينيكان» ببغداد الحاجة المُلِحّة إلى مركزٍ فكريّ يضمّ جميع أطياف الشعب العراقيّ ويُتيح فرصة الحوار وتبادل الأفكار، فضلًا عن الاستزادة من المعارف في المجالات الإنسانيّة.

ضمن سعي الرهبانيّة إلى ترسيخ الوعي ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر، برزت فكرة تأسيس «أكاديميّة بغداد للعلوم الإنسانيّة» بوصفها مشروعًا إنسانيًّا تنويريًّا يهدف إلى إعداد باحثين قادرين على خدمة مجتمعهم، وفق ما أوضح مدير الأكاديميّة الأب أمير ججّي الدومينيكيّ في حديثه لـ«آسي مينا».

الأب أمير ججّي الدومينيكيّ. مصدر الصورة: أكاديميّة بغداد للعلوم الإنسانيّة
الأب أمير ججّي الدومينيكيّ. مصدر الصورة: أكاديميّة بغداد للعلوم الإنسانيّة

وبيَّنَ ججّي أنّ الأكاديميّة مؤسَّسةٌ رهبانيّة تتبع «رهبانيّة الإخوة الواعظين-الدومينيكان» في العراق، ويجاور مقرُّها في بغداد كاتدرائيّة القديس يوسف للّاتين. وأضاف: «وَضَع الإخوة أهدافًا عليا للأكاديميّة، أبرزها الإسهام في إعادة بناء القيم الإنسانيّة المفتَقَدة والمساعدة في اكتشاف الغنى الإنسانيّ وأصالته لدى الفرد العراقيّ».

من نشاطات «أكاديميّة بغداد للعلوم الإنسانيّة». مصدر الصورة: الأب أمير ججّي الدومينيكيّ
من نشاطات «أكاديميّة بغداد للعلوم الإنسانيّة». مصدر الصورة: الأب أمير ججّي الدومينيكيّ

وشرح فكرة التأسيس قائلًا: «عام 2008، حينما كان الأب يوسف توما الدومينيكيّ، مطران كركوك والسليمانيّة الكلداني اليوم، أحد رهبان ديرنا في بغداد، عرض فكرة إنشاء جامعة شعبيّة، تُتيح لمرتاديها، وبخاصّةٍ الذين فاتتهم فرصة الدراسة الرسميّة، تطوير معارفهم في العلوم الإنسانيّة، على غرار جامعات مماثلة في الدول الأوروبيّة».

المطران يوسف توما. مصدر الصورة: المطران يوسف توما
المطران يوسف توما. مصدر الصورة: المطران يوسف توما

وتابع: «لاقت الفكرة ترحيب إخوة الدّير ومساندتهم، فَشَرعوا، بمساعدة الراهبات الدومينيكيّات، في تقديم محاضراتٍ دوريّة تواصلت حتّى تكلّلت الجهود عام 2012 بتأسيس الأكاديميّة رسميًّا بمآزرة رئاسة الإقليم الرهبانيّ وبدعم أصدقائنا من الأكاديميّين والمتخصّصين من أطياف العراق المتنوّعة».

من نشاطات «أكاديميّة بغداد للعلوم الإنسانيّة». مصدر الصورة: الأب أمير ججّي الدومينيكيّ
من نشاطات «أكاديميّة بغداد للعلوم الإنسانيّة». مصدر الصورة: الأب أمير ججّي الدومينيكيّ

وفي ما خصّ منهجها العلميّ، بَيَّن ججّي أنّ الأكاديميّة تتبع نظام الدورات التعليميّة (الكورسات)، على مدى ثلاث سنواتٍ دراسيّة، ينال في ختامها الطالب المتخرّج شهادة دبلوم مُعتَرف بها من الجامعة الدومينيكيّة الدوليّة «DOMUNI» وفق اتفاقيّة تعاون مشترك تربط المؤسَّستَين.

تضمّ الأكاديميّة أقسامًا ثلاثة: العلوم الإنسانيّة، الفنون والموسيقى، واللغات. وفصَّل ججي أنّ طلبة العلوم الإنسانيّة يدرسون الفلسفة، وعلمَيّ النفس والاجتماع، والأنثروبولوجيا، والاقتصاد، وحقوق الإنسان، والسياسة وتاريخ الأديان، وسواها.

من نشاطات «أكاديميّة بغداد للعلوم الإنسانيّة». مصدر الصورة: الأب أمير ججّي الدومينيكيّ
من نشاطات «أكاديميّة بغداد للعلوم الإنسانيّة». مصدر الصورة: الأب أمير ججّي الدومينيكيّ

وأردف: «يحظى طلبة اللغات بأساتذةٍ أكفياء لتعليم اللغتَين الإنكليزيّة والفرنسيّة وآدابهما، فيما يُقدّم قسم الفنون والموسيقى دروسًا في الباليه والتدوين الموسيقي والعزف على البيانو والغيتار والكمان وسواها».

المجلس العلميّ الخاصّ بـ«أكاديميّة بغداد للعلوم الإنسانيّة». مصدر الصورة: الأب أمير ججّي الدومينيكيّ
المجلس العلميّ الخاصّ بـ«أكاديميّة بغداد للعلوم الإنسانيّة». مصدر الصورة: الأب أمير ججّي الدومينيكيّ

تسعى «أكاديميّة بغداد للعلوم الإنسانيّة» لتكون واحة حوارٍ ثقافيّ وإنسانيّ بين مكوّنات الشعب العراقيّ المتنوّعة، عبر بناء جسور الأخوّة وفتح نوافذ العقول على اكتشاف قِيَم السلام والمحبّة، بهدف توطيد بيئةٍ ملائمة للحوار الإنسانيّ من خلال إعداد طبقة واعية مثقّفة ومهيّأة علميًّا لخدمة الحياة الثقافيّة والإنسانيّة في العراق.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته