الفاتيكان يُعلن موعد جنازة البابا فرنسيس… والكرادلة يعقدون الجلسة العامّة الأولى

روما, الثلاثاء 22 أبريل، 2025

أعلن رئيس الاحتفالات الليتورجيّة الحبريّة المونسنيور دييغو رافيلّي، رئيس أساقفة ريكاناتي، أنّ رتبة جنازة البابا فرنسيس ستُقام يوم السبت المقبل 26 أبريل/نيسان 2025 في تمام الساعة العاشرة صباحًا في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان.

يأتي إعلان رافيلّي بتفويضٍ من مجمع الكرادلة الذي بدأ اجتماعاته العامّة صباح اليوم في قاعة السينودس-الفاتيكان. وأوضح رافيلّي أنّ الجنازة تُقام بحسب رتبة دفن الأحبار الرومانيّين الليتورجيّة ويترأسها عميد مجمع الكرادلة جوفانّي باتيستا ري.

وتُتلى بعد الجنازة، صلاة التسليم إلى الله والوداع الأخير. ثمّ، يدخل النعش إلى بازيليك القديس بطرس الفاتيكانيّة ليُنقل بعدها إلى بازيليك القديسة مريم الكبرى حيث يُدفن الأب الأقدس، وفق وصيّته.

نظرة الوداع الأخير

يُسجّى جثمان الحبر الأعظم في بازيليك القديس بطرس بدءًا من صباح غد حتّى يوم الجمعة المقبل، فيلقي المؤمنون نظرة الوداع الأخير عليه ويتلون الصلوات لراحة نفسه. وما زال رفات الأب الأقدس يرقد حتّى الساعة في كابيلا دار القديسة مرتا، مقرّ إقامته في خلال حبريّته.

ويترأس رتبة نقل الجثمان غدًا أمين الخزانة البابويّ الكاردينال كيفن فاريل. وتنطلق المسيرة من الكابيلا مرورًا بساحة القديسة مرتا وساحة الشهداء الرومان، ثمّ تعبر باتّجاه ساحة القديس بطرس وصولًا إلى البازيليك عبر الباب الرئيسيّ. وعند مذبح الاعتراف القائم على ضريح القديس بطرس الرسول، يترأس فاريل ليتورجيا الكلمة.

الكرادلة يُقسِمون ويقترعون

أوضحت دار الصحافة الفاتيكانيّة أنّ الجلسة العامّة الأولى للكرادلة عُقدت صباح اليوم ودامت نحو ساعة ونصف الساعة. وشارك فيها ما يقارب الـ60 كاردينالًا، وصلّى المجتمعون لراحة نفس فرنسيس، فيما قرأ الكاردينال فاريل وصيّة الأب الأقدس. وأقسم الكرادلة على اتّباع الدستور الرسوليّ «قطيع الربّ بأسره» الذي يُحدِّد آليّة انتخاب حبر أعظم جديد.

واختار الكرادلة بالقرعة ثلاثة منهم لمساعدة أمين الخزانة البابويّ في الأيّام الثلاثة المقبلة وهم: بييترو بارولين، وستانيسلاو ريلكو، وفابيو بادجيو. وقرّر الكرادلة إقامة قداديس أيّام الحداد التسعة بعد الظهر. ويحتفل بارولين بالقدّاس الثاني من أيّام الحداد يوم الأحد المقبل.

ويلتقي الكرادلة في جلسة عامّة أخرى عند الساعة الخامسة من بعد ظهر يوم غد. وتُتلى صلاة المسبحة الورديّة عند الساعة السابعة والنصف من مساء اليوم في ساحة القديس بطرس لراحة نفس البابا الراحل، ويترأسها عميد شمامسة بازيليك القديس بطرس الكاردينال ماورو غامبيتّي.

كيف أمضى البابا فرنسيس ساعاته الأخيرة؟

بحسب موقع فاتيكان نيوز الإخباري، قضى البابا فرنسيس ساعاته الأخيرة ممتنًّا. فقد بارك مدينة روما والعالم يوم أحد الفصح من شرفة بازيليك القديس بطرس الفاتيكانيّة.

بعدها، استقلّ الحبر الأعظم السيّارة البابويّة لإلقاء التحيّة على المؤمنين في الساحة. وقبل ركوب السيّارة، سأل فرنسيس ممرّضه الشخصيّ، ماسيميليانو سترابيتي: «أتعتقد أنّني قادر على فعل ذلك؟»، فطمأنه المساعد الطبّي. وعلى الرغم من تعبه بعدما جال في الساحة، شكر الأب الأقدس سترابيتي قائلًا بفرح: «شكرًا لأنّك أعدتني إلى الساحة».

واستراح البابا بعد ظهر الأحد وتناول طعام العشاء بهدوء. لكن قرابة الساعة الخامسة والنصف من صباح الاثنين بدأ يشعر بوعكة. وبعدها بنحو ساعة، رفع يده ليحيّي الممرّض، ودخل غيبوبة وهو مستلقٍ على فراشه في مقرّ إقامته. وتوفّي عند الساعة 7:35 في صباح اليوم التالي لعيد الفصح، بعدما بارك روما والعالم وعانق المؤمنين للمرّة الأخيرة.