ويتعيّن على أمين الخزانة أيضًا إبلاغ رئيس الكهنة في بازيليك القديس بطرس، الكاردينال ماورو غامبيتي. ومن ثمّ يصبح أمين الخزانة المُشرِف على القصر الرسولي في الفاتيكان ومبنى اللاتران وكاستل غاندولفو.
ترتيبات للجنازة
يتّخذ أمين الخزانة أيضًا جميع الترتيبات اللازمة لجنازة البابا ودفنه بعد التناقُش مع أعضاء مجمع الكرادلة.
لا منصب في الفاتيكان اسمه «نائب البابا». لذا، لا يتولّى أمين الخزانة السلطة البابوية في ذاتها، بل يُشرف حصرًا على الإدارة العاديّة، بمعاونة ثلاثة كرادلة. ويكون أمين الخزانة على تواصل دائمٍ مع مجمع الكرادلة.
تابوت خشبيّ بسيط
وضَع البابا فرنسيس إصلاحات في خدمة الجنازة البابوية. فلا يُؤكَّد نبأ وفاة البابا في الغرفة حيث قضى لحظاته الأخيرة، بل في الكابيلا البابوية. يدعو أمين الخزانة البابا المُتَوَفَّى ثلاث مرات باسمه في المعمودية، ومن ثمّ يُعتَمَد الاسم الذي ناله في المعمودية للإشارة إليه، بدلًا من الاسم البابوي، إذ تتوقّف الخدمة البابويّة عند الوفاة. ولا يُعتَمَد اليوم تقليد طَرق البابا المتوفى ثلاث مرات بمطرقة فضية صغيرة على رأسه.
يوضَع بعدها جثمان البابا في داخل تابوت مفتوح، بدلًا من نعشٍ مرتفعٍ يُسَمّى فراش الموت أو «كاتا ليتو» باللاتينية، على غرار ما حدث بعد وفاة يوحنا بولس الثاني وبنديكتوس السادس عشر. وفي تعديل البابا فرنسيس للطقوس، يُلغى استخدام ثلاثة توابيت، واحد من خشب السرو وآخر من الرصاص وآخر من خشب السنديان. وعوضًا عن ذلك، يوضَع الجثمان في تابوت خشبي بسيط مع بطانة من الزنك ويُنقَل إلى كاتدرائية القديس بطرس، إذ لا يُعرَض الجثمان اليوم في القصر الرسولي أيضًا وفق ما جرت العادة.
مراسم الجنازة
يُحتَفَل بمراسم الجنازة التي تُدعى «قداس الغفران» في كاتدرائية القديس بطرس أو ساحة القديس بطرس، ويحضرها وفود وشخصيّات من مختلف أنحاء العالم. ويوضع جثمان البابا في تابوت خشبي عادي، ويُغطّى وجهه بوشاح من الحرير.
ولا يُسمَح لأي شخص بالتقاط صور للبابا ما لم يأذن له أمين الخزانة بشكلٍ خاص. ويجب التقاط صور للأب الأقدس مرتديًا الزي البابوي.
وكانت تقاليد قديمة تقضي بإزالة أعضاء البابا الداخليّة وحفظها في حاويات خاصة في كنيسة القديسَيْن أناستاسيو وفينتشنزو في روما قبل تحنيط الجثمان. إلّا أنّ البابا القديس بيوس العاشر ألغاها.
(تستمر القصة أدناه)
اشترك في نشرتنا الإخبارية
إخلاء المناصب الفاتيكانيّة الرفيعة
عقب وفاة البابا، يُخلي جميع الكرادلة في الكوريا الرومانية، بمن فيهم أمين سرّ دولة الفاتيكان، مناصبهم. وتبقى مناصب قليلة محفوظة في خلال فترة الشغور، مثل مناصب أمين الخزانة البابويّ، ورئيس ديوان التوبة الرسوليّ، والمرشد الروحي البابوي، والكرادلة النواب الرسوليين في روما ودولة الفاتيكان، وعميد مجمع الكرادلة.
ولاحقًا، يستدعي أمين الخزانة البابويّ الكرادلة لعقد جمعيات عامة تسبق انتخاب البابا الجديد. وبعد مرور 20 يومًا على وفاة البابا، يجتمع الكرادلة المؤهلون للتصويت لخليفة بطرس الجديد في مجمع انتخابيّ مُغلَق يُعرَف بكونكلاف.
تُرجِمَ هذا المقال عن وكالة الأنباء الكاثوليكية، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزية، ونُشِر هنا بتصرّف.
صحافيّ إيطاليّ يعمل في وكالة الأنباء الكاثوليكيّة، ومحلّل لشؤون الفاتيكان في آسي ستامبا. يُسهم أيضًا في السجلّ الوطني الكاثوليكي.