هل يجوز الصوم يوم الأحد؟

الفرح الباطنيّ يصاحب الصوم والصلاة والصدقة الفرح الباطنيّ يصاحب الصوم والصلاة والصدقة | مصدر الصورة: Jesus Cervantes/Shutterstock

في زمن الصوم الأربعيني يعود التساؤل نفسه كلّ عامٍ ليتصدّر حوارات كثيرين: أنصوم أم نفطر في أيّام الآحاد؟ ولكلِّ فريق حجج يحاول من خلالها إثبات صواب رأيه.

لإيضاح هذه الإشكاليّة، حاورت «آسي مينا» الأب بول ربّان الكاهن الكلداني المتقاعد في السويد. فأكّد أنّ الأحد ذكرى قيامة الربّ يسوع، لذا هو عيدٌ يستوجب الفرح والاحتفال. بينما الصوم من علامات التوبة والغَمّ والألم المصاحب للضيق والحاجات أو التكفير عن الآثام، وليس في جميعها ما يدعو إلى الفرح».

واستطرد: «لا يقتصر رأي الكنيسة على عدم فرض الصوم يوم الأحد، بل تدعو إلى الابتهاج فيه والتعبير عن فرح القيامة، روحيًّا وجسديًّا: الأوّل عبر الاشتراك في صلوات الكنيسة والقداس، فتكثِّف الكنيسة طقوسها الدينيّة يوم الأحد، ليفرح المؤمنون مسبّحين الربّ حامدين نعمه الخلاصية. والثاني بمظاهر الطعام اللذيذ والملبس الأنيق وعيش فرح المحبة بين الأقارب والأصدقاء والترفيه عن الروح والجسد معًا».

واستنتج: «لذا، لا تطلب الكنيسة الصوم أيّام الآحاد ولا تشجِّع عليه طوال السنة، وليس في الصوم الأربعيني فحسب».

واستدرك: «لكنَّ الكنيسة لا تمنعه في العموم؛ فالصوم ممكن ومقبول في الآحاد لما فيه من فرحٍ  روحيّ. إلّا أنّ استشراء بدعةٍ تكره يوم الأحد وتهينه بمظاهر الصيام والألم في زمنٍ مضى، دفع الكنيسة إلى منعه (الصيام)، قبل أن تعود وتجيزه لإتمام نذر أو لطلب نعمة خاصَّة بصيام متواصل».

وشرح أنّ الرهبان في الأديار كانوا يصومون، اقتداءً بالمسيح، أربعين أو خمسين يومًا متواصلة بهدف تقديس الذات. فيؤول صومهم إلى فرح الروح برفع الصلوات والتسابيح المنعشة للإيمان وفرح الجسد بمقاسمة الطعام في ختامه».

واعتبر أنّ «الصوم ليس محزِنًا بذاته، بل بسبب خطايانا وسيادة الشرّ بين البشر، لكنّه يبقى مُفرِحًا بنتيجته، حينما نغلب الشرّ ونتقدّم في القداسة و نتحدَّى مخاوفنا وصعوباتنا بإيماننا وثقتنا بمعونة الله».

وخلص ربّان إلى القول إن الفرح الباطنيّ يصاحب الصوم والصلاة والصدقة، لانَّها اقتداءٌ بالربّ؛ وصومٌ مماثل لا يعارض فرح الأحد ولا يُخالف إرادة الربّ. «فيسوع صام أربعين يومًا وليلةً بسبوتها وآحادها بلا انقطاع. ورغم كونه متألّمًا في جسده على درب الآلام، كان مرتاحًا وفرِحًا بتكفيره عن خطيئة البشر. بل استطاع أن يعزّي بنات أورشليم. ولا ننسى أنَّ فرح أحد القيامة وحزن جمعة الآلام يشكّلان معًا نورًا للخلاص».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته