القديّس يوسف… ظلّ الآب السماويّ على الأرض

القدّيس يوسف يحمل الطفل يسوع القدّيس يوسف يحمل الطفل يسوع | مصدر الصورة: Zvonimir Atletic/Shutterstock

في خلال تأمّلنا في رواية القديس لوقا لقصّة ميلاد يسوع، نلاحظ تركيزه على شخصيّة مريم العذراء. فالأنظار شاخصة إليها وإلى حوارها مع الملاك وأليصابات، أمّا القديس يوسف فلم تخرج من فمه كلمة قط.

مع حلول شهر مارس/آذار المخصَّص لتكريم القديس يوسف، يأخذنا الأب ستافرو السناطي، الكاهن في أبرشيّة زاخو للكلدان، في رحلة استكشافيّة تأمّلية في شخص القديس يوسف، مربي الربّ، ورسالته ومهامه.

يوضح السناطي أنّ القديس يوسف، كحال كلّ إنسان، كان يطمح لتأسيس عائلة، وسعى في سبيل ذلك فأحسن اختيار فتاة جميلة بجميع المقاييس. وأتمّ مراسم الخطوبة الشرعيّة في المحكمة، بحسب القانون اليهودي.

وتابع: «سرعان ما تحطّمت أحلامه حين علم أنّ خطيبته مريم حُبلى. يا له من موقف عسير! ولكنّ يوسف الرجل البارّ قويّ الإيمان "لم يشأ أن يشهرها، أراد تخليَتها سرًّا" لئلا تُعدّ زانية وتُقتل. وهنا يتدخّل الله مرسِلًا ملاكه ليبدّد مخاوف يوسف ويسلّمه مسؤوليّته الأبويّة "لمّا قام من نومه، صنع كما أمره ملاك الربّ"».

«نحن مدعوون على مثال القديس يوسف لتسليم حياتنا للعناية الإلهية، فندع الله يتدخّل في أدقّ تفاصيلها» يقول السناطي. ويشرح كيف «يمنح الملاك القديس يوسف صفة الأب الشرعيّ والقانوي والمدبِّر لابن الله وأُمّه، إنّه "ظلّ الآب السماوي على الأرض بالنسبة ليسوع: يحرسه ويحميه، ولا ينفصل عنه أبدًا ليتبع خطاه"».

الأب ستافرو السناطي. مصدر الصورة: الأب ستافرو السناطي
الأب ستافرو السناطي. مصدر الصورة: الأب ستافرو السناطي

وأضاف السناطي: «أتمّ يوسف مهمّته العظيمة بصمت، ليعلّمنا كم نحن بحاجة إلى الصمت أحيانًا لنسمع كلمة الله وندعه يتدخّل في حياتنا ويوجّهها إلى ما فيه خيرنا، منتظرين نعمه التي يختارها لنا لا تلك التي نريدها نحن».

وتابع: «رافق يوسف يسوع منذ كان جنينًا، فمولودًا ثم طفلًا ويافعًا. أخذه وهو ابن اثنتي عشرة سنة، إلى الهيكل، وبحث عنه مع القديسة مريم، وبقيا يطلبانه معذَّبَين حتى وجداه. ليعلّمنا كيف يكون الأب الحنون المسؤول المحافظ على عطية الله».

وخلص السناطي إلى القول: «لنجعل القديس يوسف أبًا وحارسًا لنا، كما كان حارسًا للقديسة مريم وابنها الإلهيّ. ولنكن أصحاب مواقف نبيلة مثله، فنؤدّي المهام الموكلة علينا بصبر وتفانٍ حتى النهاية. سائلين الربّ إعطاءنا علامةً لحياتنا وإرسال ملاكه ليرشدنا، كما أرشد القدّيس يوسف، وعلى مثاله، لنكن على أهبة الاستعداد لقبول رسالتنا مهما كانت غامضة أو صعبة الفهم».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته