رابط عريق بين لبنان ومصر… شيحان لآسي مينا: الثقافة لغة حوارنا

المطران شيحان يلقي كلمته في خلال الصالون الثقافيّ أمس في المركز الثقافيّ اللبنانيّ المارونيّ-الإسكندريّة، مصر المطران شيحان يلقي كلمته في خلال الصالون الثقافيّ أمس في المركز الثقافيّ اللبنانيّ المارونيّ-الإسكندريّة، مصر | مصدر الصورة: المركز الثقافيّ اللبنانيّ المارونيّ في الإسكندريّة

«القاهرة تكتب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ»... مستعينًا بهذا الاستشهاد من عميد الأدب العربي طه حسين، وصف رئيس أساقفة أبرشية القاهرة لمصر والسودان المطران جورج شيحان ماضي العلاقة بين أرض الكنانة وبلاد الأرز.

جاء ذلك في كلمة ألقاها في خلال الصالون الثقافي الذي عُقِد مساء أمس برعايته ورئاسته في المركز الثقافي اللبناني الماروني بالإسكندرية. حمل اللقاء عنوان «التنوّع الثقافي: العلاقات المصريّة اللبنانيّة نموذجًا»، وحضره قنصل عام لبنان علي قرانوح وعدد من الشخصيات الثقافية والفكرية المصرية.  

وفي حديث خاص إلى «آسي مينا» أكّد شيحان أنّ التواصل الثقافي والتجاري هو ما ربط لبنان بمصر منذ القِدم. ودعّم أواصره الحضور المسيحي الماروني منذ العام 1745 مع تكريس الراهب الحلبي (المريمي) موسى هيلانة لأول كنيسة مارونية في مدينة دمياط المصرية عام 1745. ثمّ تأسيس أوّل أبرشية مارونية في العاصمة المصرية عام 1904 على يد البطريرك الياس الحويك.

وعن التاريخ الثقافي العريق الذي يجمع مصر ولبنان، أشار شيحان إلى أنّ «الأهرام»، أكبر جريدة مصرية، كانت قد تأسّست في القرن التاسع عشر على أيدي الأخوين سليم وبشارة تقلا، وهما من بلدة كفرشيما (محافظة جبل لبنان). ومن ثمّ تناوب على إدارتها عدد من رجالات الطائفة المارونية مثل داود بركات الملقب بـ«شيخ الصحافة العربية» وأنطون الجميّل وعزيز ميرزا.

وأضاف: «كثيرون من الأدباء اللبنانيين سكنوا مصر خصوصًا بعد الحربَين العالميتَين الأولى والثانية وانطلقوا من أرضها في التأليف والكتابة من أمثال جرجي زيدان وغيره».

من الصالون الثقافيّ أمس في المركز الثقافيّ اللبنانيّ المارونيّ-الإسكندريّة، مصر. مصدر الصورة: المركز الثقافيّ اللبنانيّ المارونيّ في الإسكندريّة
من الصالون الثقافيّ أمس في المركز الثقافيّ اللبنانيّ المارونيّ-الإسكندريّة، مصر. مصدر الصورة: المركز الثقافيّ اللبنانيّ المارونيّ في الإسكندريّة

وعن الدور الحالي للكنيسة المارونية في إبراز العلاقة المتميزة بين هاتَين الأرضَين، أوضح شيحان تأسيسه مركزَين ثقافيَّين: الأول في القاهرة والثاني في الإسكندرية منذ تسلّمه زمام أبرشية مصر عام 2012، بالإضافة إلى التواصل مع شخصيات ومؤسسات إعلامية مرجعية. ليُصار بعدها إلى إصدار عدد من الكتب التي تتناول الكنيسة المارونية الأولى في مصر، والبطريرك الحويك، والأديبة مي زيادة.

وفي ما يتعلق بمي زيادة ذات الأصول المشرقية (سوريا ولبنان وفلسطين) والتي عاشت في مصر وبدأت شهرتها الأدبية فيها، كشف شيحان عن مساعٍ حثيثة وتواصُل مستمر مع محافظة القاهرة من أجل تسمية أحد شوارع القاهرة باسمها.

واستكمالًا للحديث عن الدور اللبناني الماروني الثقافي في مصر، أوضح شيحان أنّ «مدارس القديس يوسف المارونية بُنيت مع تأسيس الأبرشية وما زالت إلى اليوم تضطلع بعملها التربوي المهم مع 1700 طالب وطالبة. نسهر عليهم لإنشاء أجيال تمتلك العلم والمعرفة».

وأشار إلى أنّ «الأجواء الثقافية على مستوى العالم كلّه اختلفت بوجود الخلوي وغيره من الأجهزة، وكذلك مع مواقع التواصل الاجتماعي ورجوع الناس إليها متى أرادوا النظر في موضوع ما، لكنّ ذلك لا يمنع استمرارية ندواتنا الثقافية. والآن نعمل على إقامة صالون ثقافي الشهر المقبل، يتناول وثيقة الأخوّة الإنسانية الموقّعة من البابا فرنسيس وشيخ الأزهر أحمد الطيب».

وختم شيحان حديثه عبر «آسي مينا» بالتشديد على ضرورة كسر أيّ حواجز، وجعل الثقافة لغة الحوار بين الناس ومرتكز تلاقيهم رغم انشغالاتهم المعيشية.

يُذكر أنّ انعقاد الصالون الثقافي أمس تزامَن مع إعلان شيحان عن تأسيس «أكاديمية داود بركات للإعلامي المحترف» للإعلام والصحافة تحت إشراف كوكبة من الأكاديميين والصحافيين من مصر ولبنان.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته