سيناريو سرقة الكنائس يتكرّر في لبنان... متى تنتهي فصوله؟

سرقة أجراس الكنائس ظاهرة قديمة جديدة سرقة أجراس الكنائس ظاهرة قديمة جديدة | مصدر الصورة: Erich Karnberger/Shutterstock

يعيش لبنان تعدديّة أزماتٍ ترخي بظلالها على مختلف قطاعاته وفئاته المجتمعيّة. فمن جبهة الجنوب المفتوحة على جميع الاحتمالات إلى جبهة الضائقة المعيشيّة المغلقة بإحكام، تبدو الكنائس فريسة سهلة.

لا يتوقّف سيناريو سرقة الكنائس أو في أحسن الأحوال محاولة سرقتها بتخريبها والعبث بمحتوياتها المقدّسة. سيناريو يتكرّر بين حين وآخر ويتنقّل من منطقة إلى أخرى من دون أن يعفي زاويةً أو طائفةً مسيحيّة. فما القصّة؟

في آخر فصول الاعتداء على الكنائس اللبنانيّة، أفادت معلومات صحافيّة قبل ساعات بتعرّض كنيسة مار مخايل في منطقة القبّة بطرابلس اللبنانيّة للسرقة. وتمكّن المعتدون من سرقة إحدى القطع الأثرية من داخل الكنيسة. وفي إثر الحادثة، فتحت القوى الأمنية تحقيقًا لتحديد هوية الفاعلين.

وكانت طرابلس نفسها قد شهدت في زمن الميلاد الماضي إحراق شجرتَين ميلاديّتين في باحة كنيسة القديس جاورجيوس في مدينة الميناء-طرابلس، وفي ساحة كنيسة مار جاورجيوس في منطقة الزاهرية-طرابلس. وأعقبت الحادثتَين موجةُ استنكارات من فاعليات المدينة الواقعة شماليّ لبنان، والتي يشكّل المسيحيّون فيها قلّةً عدديّة لكن فاعلة.

خلع وتخريب وسرقة

بالعودة إلى مسلسل سرقة الكنائس وتخريبها، ليست حادثة طرابلس الوحيدة هذا العام. فقبل شهر تقريبًا، أقدم مجهولون على خلع أبواب كنيسة مار عبدا في بلدة جلّ الديب (المتن، جبل لبنان) بهدف سرقتها. والمصير نفسه لاقته كنيسة سيّدة النجاة في قرنة شهوان (المتن، جبل لبنان) بعد تعرّضها للتخريب وتكسير زجاجها.

وفي أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، تعرّضت كنيسة مار أفرام في كفردبيان (كسروان، جبل لبنان)، للسرقة بعد خلع صندوق الكنيسة وكسره ونهب الأموال التي كانت محفوظة فيه. وقبلها بأيام، تعرّضت كنيسة مار يوسف الحكمة في الأشرفية (بيروت) للسرقة وسط موجة استنكارات من نواب المنطقة وفاعلياتها.

ويُضاف إلى ما سبق سجلٌّ حافل باعتداءات مماثلة في خلال العام المنصرم. ففي أواخر أغسطس/آب الماضي، شهدت كنيسة مار جرجس في بلدة الجيّة (الشوف، جبل لبنان) عمليّة اعتداء تخلّلها تحطيم بعض التماثيل الصغيرة. وقبلها بأشهر، تعرّضت كنيسة سيدة الميدان في بلدة عين الدلبة-جبيل إلى اعتداء مماثل.

وكان جرس كنيسة مار أنطونيوس في قنّابة-برمانا (المتن، جبل لبنان) تعرّض للسرقة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى كنيسة مار أنطونيوس البدواني في الهري (البترون، لبنان الشمالي) التي تعرّضت للسرقة بواسطة الخلع والكسر.

وعليه، يبقى السؤال: إلى متى يستمرّ هذا العبث بالمقدّسات المسيحيّة؟

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته