مسيحيّو تركيا بين العنف والتضييق… مخاطر مستمرّة ومخاوف متفاقمة

كاتدرائيّة آيا صوفيا التي حوّلها أردوغان إلى مسجد عام 2020، إسطنبول-تركيا كاتدرائيّة آيا صوفيا التي حوّلها أردوغان إلى مسجد عام 2020، إسطنبول-تركيا | مصدر الصورة: سند ساحلية

تعرضت كنيسة كاثوليكية في مدينة إسطنبول التركية لهجوم إرهابي في أثناء الذبيحة الإلهية يوم الأحد الماضي. وأسفر الاعتداء عن مقتل شخص واحد برصاصة في الرأس. وتبنّى تنظيم «داعش» الهجوم الذي يتزامن مع الذكرى السنوية الأولى للزلزال المدمّر في تركيا وسوريا. هجوم يطرح سؤالًا ملحًّا عن المخاطر التي يواجهها المسيحيون في تركيا.

على الرغم من الأحكام الدستورية التي تحمي حرية المُعتَقَد، يواجه المسيحيون الأتراك بيروقراطيةً حكومية مُقَيِّدة وضغوطًا مجتمعية مُتزايدة. إذ أفادت لجنة الولايات المتحدة حول حرية الديانات في العالم بارتفاع ملحوظ في أعمال التخريب والعنف التي تستهدف الأقليات. ولاحظت أيضًا تدخّل الحكومة في الشؤون الداخلية للجماعات الدينية، ما يُسهم في توليد بيئة عدائية تشجّع ضمنيًّا على العنف.

تضمّ تركيا مئات آلاف المسيحيين بمن فيهم 25 ألف كاثوليكي تقريبًا، فيما يتراوح عدد اليهود بين 12 و16 ألف نسمة. وفي حين أنّ دستور تركيا يُقرّ بعلمانية الدولة وحماية حرية المُعتَقَد، فإنّ التجديف على الإسلام مُعاقبٌ عليه بالسجن.

ووفقًا لمجموعة المناصرة «أبواب مفتوحة»، يتبيّن أنّ النزعة القومية الدينية، وتمسّك الحكومة بالقيم الإسلامية يؤديان إلى ضغط كبير على الأقليات. وتعترف الحكومة ببعض الطوائف المسيحية لكنّها تنكر غيرهم إلى جانب اليهود. وغالبًا ما يُشَيْطَنُ المسيحيون باعتبارهم مؤثّرين من الغرب. كما يواجه المُهتدون إلى الديانة المسيحية ضغوطًا شديدة من الأسرة والمجتمع.

وبات المجتمع التركي في ظلّ ولاية رجب طيب أردوغان، يفضّل الإسلام على حساب الأقليات. ففي العام 2020، حوّل أردوغان كاتدرائية آيا صوفيا وكنيسةً أخرى في إسطنبول إلى مسجدَين بصورةٍ مثيرة للجدل. كما أبلغ البروتستانت عن مضايقات بيروقراطية، إذ طُرِدَ عشرات من المبشِّرين الأجانب منذ العام 2020.

ووفقًا لمنظمة «الدفاع عن المسيحيين»، فُرِضَت على الأقليات الدينية قيود في الملكية وتدريب رجال الدين والتعليم الديني. وتتدخّل الحكومة في شؤون كنيسة الروم الأرثوذكس والكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية.

وفي المناطق الداخلية المحافِظة، يزداد العداء بشكل خاص، إذ تهيمن على تلك المناطق أجواء إسلامية متزمّتة. أمّا المدن الساحلية فتميل إلى الليبرالية والعلمانية بشكلٍ أوضح. وفي المدن الغربية مثل إسطنبول، تُقيم معظم الجماعات الدينية غير التقليدية، على غرار الإنجيليين والخمسينيين.

ومن الجدير بالذكر أنّ جماعات مسيحية مزدهرة تقيم في تركيا منذ القِدَم، إلّا أنّ الاضطهاد مُتجذِّرٌ بعمقٍ في البلاد. ففي خلال الإبادة الأرمنية عام 1915، ألقت السلطات العثمانية القبض على السكان الأرمن ورحّلتهم وقتلت أكثر من 1.5 مليون مسيحي أرمني. ولكنّ السلطات التركية ما زالت تنكر بشدة حدوث هذه الإبادة الجماعية.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته