كيف أثبت القدّيس توما الأكوينيّ وجود الله بالعقل؟

لوحة زجاجيّة تصوّر القدّيس توما الأكوينيّ في كاتدرائيّة ميكلين، بلجيكا لوحة زجاجيّة تصوّر القدّيس توما الأكوينيّ في كاتدرائيّة ميكلين، بلجيكا | مصدر الصورة: مصدر الصورة: jorisvo/Shutterstock

هل يمكن إثبات وجود الله بالعقل؟ هذا هو التحدي الذي واجهه القديس توما الأكويني (1225-1274) في أعماله الفلسفية واللاهوتية.

يُعدّ توما الأكويني، الذي يُحتفل بعيده في 28 يناير/كانون الثاني من كل عام، مؤسِّس المدرسة الأكوينية، وأحد أعظم الفلاسفة واللاهوتيين في التاريخ. جمع بين الفلسفة اليونانية، وبخاصة أعمال أرسطو وأفكاره، والعقيدة الكاثوليكية. تكرّمه الكنيسة بصفته قديسًا ومعلّمًا نموذجيًّا لمن يدرسون اللاهوت، ويُطلَق عليه لقب ملفان الكنيسة العالمية.

ألّف أعمالًا فلسفية ولاهوتية عدة، أبرزها «الخلاصة اللاهوتية»، التي تُعدّ موسوعة للفلسفة واللاهوت. تناول فيها موضوعات مختلفة، مثل وجود الله، والخلق، والإنسان، والمسيح، والنعمة، والأخلاق، والأسرار المقدسة. وهي تعتمد على المنطق والفلسفة الأرسطية والنصوص الكتابية والتقاليد الكنسية.

كما وضع مبدأ التأثير المزدوج الذي يفسّر كيف يمكن أن يتصرف الإنسان بحرية، بينما يقوده الله إلى غايته. فضلًا عن نظرية الحرب العادلة التي تحدد شروط جعل الحرب مشروعة من الناحية الأخلاقية.

قدم الدلائل الخمسة على وجود الله: الدليل الأول هو دليل الحركة. يقول الأكويني إنّ كل شيء متحرّك في العالم يحتاج إلى محرّك خارجي، ولا يمكن أن تكون هناك سلسلة لانهائية من المحرّكات، فلا بد من وجود محرّك أول غير متحرّك، وهو الله.

الدليل الثاني هو دليل السبب الأول؛ كل شيء موجود في العالم يحتاج إلى سبب لوجوده، ولا يمكن أن تكون هناك سلسلة لانهائية من الأسباب، فلا بد من وجود سبب أول غير مسبّب، وهو الله.

الدليل الثالث هو دليل الضرورة والممكن؛ كل شيء موجود في العالم ممكن الوجود والعدم، ولا يمكن أن يكون هناك وقت لم يكن فيه شيء موجود، فلا بد من وجود شيء ضروري الوجود لا يمكن أن يعدم، وهو الله.

الدليل الرابع هو دليل التدرج في الكمال؛ كل شيء موجود في العالم يمكن أن يقاس بمقياس الكمال، ولا يمكن أن يكون هناك مقياس للكمال إلا إذا كان هناك أكمل الأشياء، وهو الله.

الدليل الخامس هو دليل الحكمة في النظام. يقول الأكويني إنّ كل شيء موجود في العالم يتبع نظامًا وقانونًا، ولا يمكن أن يكون هناك نظام وقانون إلا إذا كان هناك حاكم ومشرّع، وهو الله.

من هو توما الأكوينيّ؟

ولد توما الأكويني في إيطاليا من عائلة نبيلة، وانضم إلى رهبنة الدومينيكان في سنّ الثامنة عشرة، رغم معارضة أهله. وتوفي في العام 1274، وهو في طريقه إلى مجمع ليون الثاني. وقد أعلنته الكنيسة الكاثوليكية قديسًا عام 1323، ومعلّمًا نموذجيًّا عام 1567. يُعدّ توما الأكويني مصدر إلهام لكثيرين من الفلاسفة واللاهوتيين اللاحقين، ويُقدّر تأثيره على الفكر الغربي، بل على الفكر البشري بشكل عامّ، تقديرًا بالغًا.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته