القديس توما الأكويني… المعلّم الملائكي وشمس المدارس

القديس توما الأكويني القديس توما الأكويني يجادل الفلاسفة | Provided by: Giovanni di Paolo (1403-1482), (Public Domain)/NCR

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بعيد القديس توما الأكويني في تواريخَ مختلفة، منها 3 مارس/آذار من كل عام. هو الفيلسوف واللاهوتي، ولُقِّبَ بالمعلّم الملائكي وشمس المدارس.

وُلِدَ توما في إيطاليا في الربع الأوّل من القرن الثالث عشر. كان والده الكونت كندلفو ينتسب إلى إمبراطور ألمانيا فريدريك الثاني، وكانت أمّه تاودورا سيّدة نبيلة. تلقّى دروسه الأولى في مدرسة دير جبل كاسين، وشغل الله تفكيره منذ حداثته، متسائلًا: «من هو الله؟».

في العام 1239، تابع توما دراسته في جامعة نابولي. بعدها، انضمّ إلى الرهبانيّة الدومينيكيّة في العام 1244، على الرغم من معارضة عائلته الشديدة إلّا أنّه ظلّ ثابتًا في دعوته، مكرّسًا ذاته للمسيح.

أكمل توما دراسته في كولونيا على يد القديس ألبرتوس الكبير، فتفوّق في دروسه بشكل لافت. ثمّ، ظنّ أصدقاؤه أنّه غليظ العقل بسبب ضخامة جسمه وكلامه القليل وتفكيره المستمر حتى دعوه «الثور الأبكم». فقال لهم أستاذهم ألبرتوس: «إن هذا الذي تدعونه ثورًا، ستسمع خواره الدنيا».

رُسِمَ توما كاهنًا في العام 1249. بعدها، شغل منصب التعليم في جامعة باريس، وهو في ربيع عمره. أدهش تلاميذه بأسلوبه وقوّة معارفه ونهجه الجديد في التعليم.

ساهم توما من خلال فكره العميق في تطوير الدراسات اللاهوتيّة والفلسفيّة، فتميّزت أعماله بتأثيرها الكبير على اللاهوت المسيحي، وخاصّة في الكنيسة الكاثوليكيّة. كما بلغ شهرة واسعة حتى إن الملك لويس التاسع راح يسترشده ويأخذ بآرائه. على الرغم من بلوغه تلك المنزلة الرفيعة والعبقريّة العلميّة، ظلّ متواضعًا ووديع القلب، ولا يبدأ أيّ عمل قبل الصلاة، قائلًا: «إنني أحرزت بالصلاة من العلم أكثر مما أتممته بالدرس».

في طريق سفره للمشاركة في مجمع ليون تلبيةً لدعوة البابا غريغوريوس العاشر، اشتدّ المرض عليه، فعرّج على دير سيتو لرهبان القديس مبارك، ومكث هناك في فراشه، قائلًا: «ههنا مقام راحتي الأبديّة». رقد توما بالربّ في النصف الثاني من القرن الثالث عشر. وقد أجرى الله على يده معجزات عظيمة، واشتهرت كتاباته التي يعجز القلم عن وصفها. أعلنه البابا لاون الثالث عشر شفيعًا للمدارس الكاثوليكيّة، ولُقِّبَ بالمعلّم الملائكي وشمس المدارس.

لنُصَلِّ مع القديس توما الأكويني في عيده كي ندرك أن كل ما نملك من نعم هو من فيض محبّة ربّنا يسوع المسيح.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته