بالفيديو: قرى الحدود اللبنانيّة تتنفّس... أجراس الكنائس تتحدّى الحرب

لقطة من بلدة رميش المسيحيّة، حدود لبنان الجنوبيّة لقطة من بلدة رميش المسيحيّة، حدود لبنان الجنوبيّة | مصدر الصورة: إيلي العلم/صفحة بلدة رميش في فيسبوك

من عمق صدى الحرب وصخب الاشتباكات على طول الحدود اللبنانيّة الجنوبيّة، ولدت بارقة أمل بطلها قدّيس عنّايا. نفضت القرى المسيحيّة المحاذية للشريط الحدودي غبار العنف لمدّة خمس دقائق لتصدح أصوات أجراس الكنائس.

ما سمح أبناء القرى المسيحيّة التي تقاسي ظروف الاشتباكات بمرور الحدث العالميّ مرور الكرام. للقديس شربل هنا مكانة خاصّة وصلوات كثيرة. برجاءٍ أقوى من الظروف المفروضة على تلك البلدات، قرعت الكنائس أجراسها في تمام الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم أمس ملبّيةً دعوة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي إلى الدعاء والابتهال من أجل السلام في جنوب لبنان وغزّة. تردّد صدى تلك الأجراس في الجبال والوديان التي تشهد اشتباكاتٍ متصاعدة.

قرّرت تلك القرى المسيحيّة أن تواكب حدث رَفْع فسيفساء القديس شربل مخلوف في المغاور الفاتيكانية، فخرج الكهنة وأبناء الرعايا إلى الساحات ليقرعوا الأجراس بالطريقة التقليديّة. تكاتفت سواعدهم لشدّ الحبال وإعلاء صوت الإيمان في أرجاء المكان.

في رميش، القرية المسيحية التي هجّرت الاشتباكات معظم سكّانها، ملأ الفرح المطارح. قُرِعت الأجراس بلا توقّف (الفيديو المرفَق). بقي بعض السكّان هناك معوّلين على ما توفّر لهم من مقوّمات الصمود وعلى مساعداتٍ تأتيهم في الدرجة الأولى من المؤسسات التابعة للبطريركيّة المارونيّة التي سخّرت جهودها لمساندة من رفض منهم مغادرة أرضه.

في الأمس، ما غصّت أجراس القرى المسيحيّة الحدوديّة. تحدّت أصوات العنف لترسم مشهدًا هادئًا يبحث عنه أبناؤها من الصامدين ومن ناشدي العودة إليها. مشهد بطله مار شربل الذي حمل جرعة فرح من الفاتيكان إلى بلداتٍ يعيش مسيحيّوها فصول القهر اليوميّ. ومع ذلك، ما غابت عنها القداديس يومًا وما اختنقت أجراسها يومًا.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته