سنة على رحيل البابا بنديكتوس السادس عشر… تأمّلٌ في مسيرته

البابا الراحل بنديكتوس السادس عشر البابا الراحل بنديكتوس السادس عشر | مصدر الصورة: Carolyn Argabright/Pinterest

في الذكرى السنوية الأولى لرحيل البابا بنديكتوس السادس عشر، نُعيد التأمّل في مسيرته، هو الذي كان منارةً فكريّة. وحتّى قبل تولّيه رئاسة الكنيسة الكاثوليكيّة، كان واحدًا من أبرز أسماء الفكر الكاثوليكي واللاهوتي في القرن العشرين.

قدّم «علاجاته» لمشكلات عدّة عانتها الكنيسة والثقافة المعاصرة، وأراد إعادة توجيه مسار الكنيسة والمجتمع نحو قيم أكثر روحانيّةً وعمقًا.

حياة جوزيف راتزينغر

​​​​​​ولد جوزيف راتزينغر في 16 أبريل/نيسان 1927 في ألمانيا، وسط عائلة متواضعة. اختبر الحقبة النازيّة المعادية للكنيسة الكاثوليكيّة؛ وفي المرحلة الأخيرة من الحرب العالميّة الثانية، جُنِّدَ في الخدمة الاحتياطيّة المضادّة للطائرات. بين عامَي 1946 و1951، درس الفلسفة واللاهوت، ورُسم كاهنًا عام 1951.

تميّز في مجال اللاهوت الأكاديمي بأطروحات رائدة وبتدريسه في جامعات عدة، مكتسبًا سمعةً كبيرة كأحد أبرز اللاهوتيين في عصره. شغل منصب رئيس أساقفة مونشن وفريسينغ عام 1977. أصبح كاردينالًا في العام نفسه، ثمّ تولّى رئاسة مجمع عقيدة الإيمان الفاتيكاني عام 1981، وقاد اللجان المسؤولة عن الدراسات البيبلية واللاهوتيّة وأعدّ كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية.

البابا بنديكتوس السادس عشر

انتُخب جوزيف راتزينغر حبرًا أعظم باسم بنديكتوس السادس عشر في 18 أبريل/نيسان 2005، بعد وفاة البابا يوحنا بولس الثاني. وعام 2013، استقال من منصبه، ليصبح أوّل بابا يتنحّى عن السدة البطرسية منذ أكثر من ستة قرون.

وفي اليوم الأخير من حبريّته، قال للمؤمنين من شرفة مسكن كاستل غاندولفو البابوي المجاور لروما: «إنّني مجرّد حاجّ يبدأ المحطّة الأخيرة من حجّه على هذه الأرض». وانتقل إلى الحياة الأبديّة صباح 31 ديسمبر/كانون الأوّل 2022.

كان البابا الفخري يجيد تسع لغات بطلاقة: الألمانيّة، والإيطاليّة، والفرنسيّة، والإنكليزيّة، والإسبانيّة، والبرتغاليّة، واللاتينيّة، واليونانيّة القديمة، والعبريّة التوراتيّة. كما عُرف بحبّه للقطط والموسيقى والبيرة. وفي فترة بابويته، أعلن 45 قديسًا وأجرى 24 رحلة رسوليّة خارج إيطاليا، وكانت رحلته الأخيرة إلى لبنان عام 2012.

يُذكر أنّ زيارة ضريح البابا بنديكتوس السادس عشر متاحة للجميع في المغاور الفاتيكانيّة، تحت بازيليك القديس بطرس. كما سينشر الفاتيكان العام 2024 مجموعة من العظات التي ألقاها البابا الراحل في لقاءات وقداديس خاصة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته