«الحزن يملأ قلوبنا»... مسيحيّة تروي فصول هروبها من ناغورنو كاراباخ

لاجئون هاربون من ناغورنو  كاراباخ يصلون إلى مدينة غوريس الحدوديّة في أرمينيا لاجئون هاربون من ناغورنو كاراباخ يصلون إلى مدينة غوريس الحدوديّة في أرمينيا | مصدر الصورة: Karen Minasyan/UNHCR

تنضمّ لودميلا ملكوميان، البالغة من العمر 47 عامًا، إلى أكثر من 100 ألف مسيحي أرمني فروا من ناغورنو كاراباخ، وطنهم الأمّ، بعدما شنت أذربيجان هجومًا ولّد تجارب مروّعة.

وقالت ملكوميان في حديثٍ إلى وكالة الأنباء الكاثوليكية، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزية: «لا يرغب أحد في ترك وطنه، لكن اضطررنا إلى ذلك من أجل إنقاذ حياة أطفالنا، وحمايتهم من الحرب والمجاعة». وتضيف بحزنٍ عميق: «تركنا قبور آبائنا وأطفالنا وإخوتنا وأخواتنا».

وُلدت ملكوميان في مدينة هادروت وعاشت في ناغورنو كاراباخ طوال حياتها حتى سبتمبر/أيلول الماضي. إذ «دُفع السكان بأكملهم إلى المغادرة، هربًا من إبادة الأرمن على يد أذربيجان».

لودميلا ملكوميان، المسيحيّة المهجَّرة مع عائلتها من ناغورنو كاراباخ. مصدر الصورة: لودميلا ملكوميان
لودميلا ملكوميان، المسيحيّة المهجَّرة مع عائلتها من ناغورنو كاراباخ. مصدر الصورة: لودميلا ملكوميان

ماذا يحدث؟

بقعة الأزمة هي منطقة ناغورنو كاراباخ، المعروفة أيضًا باسمها القديم آرتساخ. فعلى الرغم من الاعتراف الدوليّ بأنها جزءٌ من أذربيجان، يقطن ناغورنو كاراباخ في المقام الأول مسيحيون أرمن أرادوا تقرير المصير. وقد باءت محاولتهم للاستقلال بالفشل عندما شنت أذربيجان هجومًا عسكريًّا مُفاجئًا.

ففي صباح 19 سبتمبر/أيلول الماضي، باشر الجيش الأذربيجاني شنّ ضربات على مواقع عسكرية ومدنية. وبحسب ملكوميان، بدأ الناس يهربون بعد خمسة أيام فقط من الهجوم، أي في 24 سبتمبر/أيلول. 

وفرّت ملكوميان مع عائلتها، تاركةً منزلها للمرة الأخيرة يوم 25 سبتمبر/أيلول. وقالت: «سلكنا طريقًا مروعةً تخلّلتها زحمة لمسافات طويلة، من دون طعام ولا ماء. الحزن يملأ قلوبنا، دموع، وشوق للوطن».

صحيحٌ أنّ 100 ألف شخص فرّوا إلى أرمينيا، ولكن لم يتمكّن جميع السكان من الخروج. وبالإضافة إلى ذلك، قُتل 200 أرمني من بينهم نساء وأطفال.

ولاقى 68 شخصًا حتفهم، كما أُصيب المئات عندما انفجر خزان وقود بجوار الطريق السريعة المؤدية إلى مدينة ستيباناكرت عاصمة ناغورنو كاراباخ.

حياة جديدة 

على الرغم من تمكّن ملكوميان من الهروب، لم تكن حياتها الجديدة سهلة في يريفان، عاصمة أرمينيا. فبعيدًا عن وطنها الأم، يتعيّن عليها وعلى عائلتها الكفاح للبقاء على قيد الحياة وإعادة بناء حياتهم. ويتشارك كلّ لاجئٍ من آرتساخ هذا النضال.

وأضافت ملكوميان: «يشكّل ارتفاع أسعار الإيجارات مشكلة كبيرة، والبطالة تُفاقم الأمور». وعلى الرغم من ذلك، تحاول حكومة يريفان وجماعات المعونة المساهمة عبر توفير الغذاء والمواد المنزلية.

أزمة في أرمينيا

انتهت معركة ناغورنو كاراباخ بهزيمة مدمّرة للأرمن، إلا أنّ كثيرين يخشون أن تكون أرمينيا نفسها عرضة الغزو.

وقال روبرت نيكولسون، رئيس مجموعة الدفاع عن المسيحيين في مشروع فيلوس، لوكالة الأنباء الكاثوليكية: «في هذه المرحلة، يرتفع احتمال غزو أذربيجان لجنوب أرمينيا».

ووفقًا لنيكولسون، كان الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف والرئيس التركي رجب طيب أردوغان «منفتحَين جدًّا على فكرة الاستيلاء على جنوب أرمينيا» كجزء من خطة «إعادة فرض التفوق التركي الإسلامي الدولي».

المزيد

وأوضح نيكولسون أنّ علييف قد ناقش علنًا رغبته في الاستيلاء على مزيد من الأراضي. كما أمر مسؤولين حكوميين ببدء تسمية مدن في أرمينيا بأسماء أذربيجانيّة. وعلاوةً على ذلك، عُقد مؤتمر مشترك مع تركيا لترويج فكرة أنّ «أذربيجان لها حقوق تاريخية في أرمينيا».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته