ناغورنو كاراباخ تفرغ من مسيحيّيها

كاتدرائية كاناش زهام في شوشي-ناغورنو كاراباخ كاتدرائية كاناش زهام في شوشي-ناغورنو كاراباخ | مصدر الصورة: I Am Artsakh

عشرات آلاف الأشخاص غادروا ناغورنو كاراباخ بعد سيطرة الجيش الأذربيجاني على المنطقة في الأسابيع الأخيرة.

فقد أعلنت المتحدثة باسم رئاسة الوزراء الأرمينية نازيلي باغداساريان أنّ نحو مئة ألف أرمني غادروا المنطقة بالفعل نازحين إلى بلادها، بحسب ما نقلت بي بي سي. وقد أكّدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هذا الرقم. 

ومن المتوقع أن تفرغ المنطقة بأسرها تقريبًا من سكّانها كما كان رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان قد أشار الأسبوع الماضي، بسبب التهديد بالتطهير العرقي، على حد تعبيره. ويبلغ عدد القاطنين في ناغورنو كاراباخ قبل بدء النزوح الجماعي قرابة 120 ألف شخص. 

وأخبرت مدافعة عن حقوق الإنسان ومؤَسِّسَة «مسيحيّون في عَوَز» سيوبهان ناش مارشال وكالة الأنباء الكاثوليكية، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزية، أنّ أعدادًا كبيرة من الأرمن نامت في الشوارع الأسبوع الفائت. وزعم بعضهم، أنّ الأذربيجانيين قد سمّموا لهم. كما شرحت أنّ طوابير طويلة من الناس اصطفت أمام المخبز الوحيد بالقرب من مدرسة أسّستها في ناغورنو كاراباخ. ووصل عدد هؤلاء الأشخاص إلى نحو 2000 شخص، بينما عانى السكان الجوع والخوف واليأس.

وقالت ناش مارشال المقيمة في الولايات المتحدة إنها تلقت رسائل من مدرستها تشير إلى أنّ الأمور قد تدهورت بشكل كبير، وأنّ أناسًا في جميع المناطق والقرى باتوا بلا مأوى وهم في خوف وجوع وعطش.

وأكّد مدافع عن حقوق الإنسان كان في ناغورنو كاراباخ إريك هاكوبيان، لوكالة الأنباء الكاثوليكية أيضًا، أنّ الأرمن في المنطقة يعيشون ظروفًا مأسويّة حيث لا يتوفر لهم الغذاء ولا الدواء أو الأمان. ووصف هاكوبيان ما يحدث في المنطقة بــ«الإبادة الجماعية». 

وتأتي هذه الأحداث بسبب نزاع طويل بين وأرمينيا وأذربيجان، الأراضي السوفيتية السابقة، على هذه المنطقة على مر العقود. وبدعم من تركيا، ربحت أذربيجان حربًا على ناغورنو كاراباخ انتهت في نوفمبر/تشرين الثاني 2020. وعلى الرغم من الاعتراف الدولي بناغورنو كاراباخ جزءًا من أذربيجان، يتألّف سكان المنطقة تقريبًا بالكامل من مسيحيي الأرمن ويسعون إلى الانفصال عن أذربيجان.

وكان الأرمن في المنطقة يُطالبون حتى الأسبوع الماضي بالحصول على حكم ذاتي تحت جمهورية آرتساخ. ولكن في 19 سبتمبر/أيلول، شنّت أذربيجان هجومًا عسكريًّا مكثفًا وقصيرًا شمل إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون. وأسفر الهجوم، الذي وصفته حكومة أذربيجان بـ«إجراءات مكافحة الإرهاب»، عن مقتل أكثر من 200 شخص ونزوح 10 آلاف، وفقًا لوزارة خارجية آرتساخ.

وفي 20 سبتمبر/أيلول، وافق أرمن آرتساخ على وقف إطلاق النار ما أدى إلى تفكيك جيشهم وحكمهم الذاتي. وبعد هزيمة الإقليم الانفصالي أمام أذربيجان، أعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف نيته دمج سكان المنطقة ببلاده. ودعا ممثلين عن المنطقة للمشاركة في الحوار مع الحكومة الأذربيجانية. وعلى الرغم من هذه الوعود، أدت المخاوف الواسعة من الاضطهاد الديني والثقافي إلى فرار أعداد كبيرة من السكان إلى أرمينيا.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته