اتّهامات أميركيّة لأذربيجان بإبادة الأرمن جماعيًّا

الوسط التاريخي لمدينة شوشا في منطقة ناغورنو كاراباخ الوسط التاريخي لمدينة شوشا في منطقة ناغورنو كاراباخ | مصدر الصورة: Eva Mont/Shutterstock

اتّهم النائب في البرلمان الأميركي عن ولاية نيوجيرسي كريس سميث حكومة أذربيجان بالمشاركة في جرائم إبادة جماعية ضد المسيحيين الأرمن في مناطق ناغورنو كاراباخ المتنازع عليها مع أرمينيا. 

في خلال اجتماع لجنة توم لانتوس البرلمانية الأميركية لحقوق الإنسان، انتقد سميث فرض أذربيجان حصارًا على ممر لاتشين، صلة الوصل الوحيدة بين مرتفعات ناغورنو كاراباخ وأرمينيا. وعلى الرغم من بدء ناشطين بيئيين الحصار، ما زال الجيش الأذربيجاني يفرضه حتى اليوم. وهو ما يمنع دخول المواد الغذائية والإمدادات الأخرى إلى المنطقة.

تضمّ مرتفعات ناغورنو كاراباخ، المعروفة أيضًا باسم أرتساخ بين السكان المحليين، نحو 120 ألف شخص، الغالبية العظمى منهم من أصل أرمني ويتبعون الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية. وعلى الرغم من مطالبة هؤلاء السكان بالاستقلال عن أذربيجان، المؤلفة من غالبية مسلمة، فإنّ المنطقة معترف بها دوليًّا على أنّها جزء من أذربيجان.

وأشار سميث إلى أنّ الحصار يشكّل بالفعل نوعًا من جرائم الإبادة الجماعية، منتقدًا استجابة إدارة الرئيس جو بايدن للأزمة. وأضاف: «بغضّ النظر عن رؤيتنا بشأن اندماج المنطقة بأذربيجان، من غير المقبول كلّيًّا وبأي شكل أن يتمّ ذلك عبر تطهير عرقي». واتهم سميث الحكومة الأذربيجانية بعدم العمل على حل يهدّئ مخاوف الأرمن في تلك المنطقة.

وأشار أستاذ مساعد في حل النزاعات والوساطة في جامعة جورج تاون دايفيد فيليبس إلى أنّ هذا الحصار تطهير عرقي. وأضاف فيليبس أنّ الحصار يهدف بوضوح إلى القضاء على الوجود الأرمني من النواحي المادية والدينية والثقافية في المنطقة وحتى في جمهورية أرمينيا.

وأكد المدعي العام السابق للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أكامبو هذا الرأي معلنًا أنّ للرئيس الأذربيجاني إلهام علييف الحق في الدفاع عن أعماله أمام المحاكم. لكن في هذه المرحلة يبدو أن هناك نية واضحة لارتكاب جرائم إبادة جماعية، على حد تعبير أكامبو. وأوضح المدعي العام أنّ جرائم الإبادة الجماعية لا تقتصر على القتل المباشر، وأنّ القانون الدولي يعترف بأنّ خلق ظروف مؤاتية للقضاء على شعب بأكمله يُعدّ أيضًا إبادة جماعية. ويمكن القول إنّ الحصار والإبادة الجماعية المحتملة في مرتفعات قره باغ يشكلان هذا النوع من الظروف، بحسب رأيه.

وبناءً على بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية في الأول من سبتمبر/أيلول، تحدّث وزير الخارجية أنطوني بلينكين مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف للتعبير عن قلق الولايات المتحدة بشأن تدهور الأوضاع الإنسانية في المنطقة. وشدد بلينكن على ضرورة فتح الممر أمام الحركة الإنسانية والتجارية والركاب، داعيًا إلى تعزيز الحوار والتوافق. 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته