«حاشاي أن أكفر بإلهي»... تذكار مار بثيون الشهيد

أيقونة مار بثيون الشهيد أيقونة مار بثيون الشهيد | مصدر الصورة: صفحة كنيسة مار بثيون الشهيد في فيسبوك

في النصف الثاني من القرن الرابع، ولد مار بثيون (فثيون) لأبوَين مجوسيَّين، في قرية داوين التي يمر بها نهر ديالى، وكانت تابعة لمقاطعة بيث لاشبار على الحدود العراقيّة الإيرانيّة الحالية. 

عرف بثيون الإيمان المسيحي على يد معلّم يدعى يعقوب. ثم شرع بمعيّة عمه يزدين في التبشير بالإيمان المسيحي بين المجوس كما ورد في كتاب «سيرة الشهيد مار بثيون» للأب بطرس حداد.

شاع خبر صلاح القديس وتقواه، وحينما أصيبت أناهيد ابنة آذورهرمزد، حاكم منطقة لاشبار، بروحٍ خبيث، أشار على الحاكم جلساؤه بالاستعانة ببثيون ليبرئها من سقمها. فقالوا: «إنّ في الجبل راهبًا قديسًا يعمل المعجزات، فإذا أحضرته أبرأ ابنتك»، بحسب رواية كتاب «سيرة أشهر شهداء المشرق القدّيسين» للمطران أدّي شير.

فأمرهم الحاكم بأن يأخذوا ابنته إلى بثيون. فوصلوا إلى قلّايته بالجبل وصلّى عليها القديس وشُفِيَت من علّتها، ثم عاد وشفاها مرّة أخرى من مرض ألمّ بها. وبعد رؤيةٍ عجائبيّة، اختارت أناهيد أن تقبل الإيمان المسيحي ثم أعقبها والدها، فاهتديا وتعمّدا على يد بثيون وثبتا في الإيمان حتى نالا إكليل الشهادة.

ولمّا شاع خبر اهتداء الحاكم وابنته إلى المسيحيّة، وسائر الأعمال الجليلة التي تجري على يدَي مار بثيون، أمر الحاكم آذورفرزجرد بإحضار القديس أمامه. وما بين الترغيب والترهيب، دعاه إلى جحد إيمانه المسيحي والعودة إلى المجوسية.

لكنّ إيمان بثيون كان ثابتًا، فرفض قائلًا: «حاشاي أن أكفر بإلهي العظيم الجليل». ولم ترهبه آلات التعذيب بل صلّى «أشكرك يا ربّ السماء والأرض لأنك أهّلتني أن أشاهد جميع ما تتزيّن به أعضائي من الحلي والأكاليل».

فشرع المعذّبون بقطع أذنيه ومنخريه فلم يتراجع، بل صمد لأيامٍ محتملًا مصلّيًا: «اسمع يا ربّ صلاتي واقبل تضرّعي من أجل شعبك البائس وأنقذه من يد ظالميه».

قطع المعذبّون أوصاله فاحتمل «ولم يكن يفتر في عذاباته أن يسبّح الله ويمجّده». وقبل أن يقطعوا رأسه، طلب التريّث ليصلّي فقال: «أيها الآب الضابط الكل خالق السماء والأرض، السامع صوت الخطأة والقابل طلبة التائبين. أنت يا ربّ اقبل صلاة عبدك في هذا الوقت الأخير من حياتي. إني أتضرع إليك أن تسمع صلاة جميع الذين يدعونك باسمي، فتمنحهم ما يطلبون منك، وتخلّصهم من الشرور المحدقة بهم، وتشفيهم من أسقامهم، بحقِّ ابنك الوحيد، ربّنا يسوع المسيح».

بُنيت على اسم مار بثيون الكنائس والأديار ومنها في العراق كنيسة ببغداد وأخرى في الموصل حيث له أيضًا دير مندثر. وتحتفل الكنيسة الكلدانيّة بتذكاره في 25 أكتوبر/تشرين الأول من كلّ عام الموافق لذكرى استشهاده في العام 449. لتكن صلواته معنا.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته