ما كانت صلوات مار شمعون برصبّاعي الأخيرة قبل استشهاده؟

أيقونة مار شمعون برصبّاعي أيقونة مار شمعون برصبّاعي | Provided by: subaran.com

تحتفل الكنيسة الكلدانية مرتين في خلال سنتها الطقسية بتذكار مار شمعون برصبّاعي الشهيد. الأولى يوم جمعة المعترفين بالإيمان التي تلي عيد القيامة، والثانية في الجمعة السادسة من موسم الصيف بحسب تقويمها الطقسي. 

ويذكر البطريرك الكاردينال لويس ساكو في كتابه «سير بطاركة كنيسة المشرق»، أنّ الكنيسة الكلدانية تحتفل بهذا التذكار تكريمًا لشمعون برصبّاعي جاثليقها الشهيد ولدوره في تنظيم طقسها فضلًا عن وضعه تراتيل عميقة المعنى لا تزال متداولة إلى اليوم.

ولد برصبّاعي في مدينة «سوس» بإقليم عيلام في إيران الحالية. ولا توجد معلومات أكيدة عن حياته لشحّة المعطيات عنه. لكن بحسب ساكو «نلقاه في مستهل القرن الرابع تلميذًا للجاثليق (فافا) الذي عيّنه أركذياقونًا له». ويضيف ساكو: اختارت الجماعة برصبّاعي «بطريركًا بعد وفاة فافا سنة 329 لروحيَّته وشجاعته».

ومع الاحتفال بتذكاره اليوم، لنتأمّل في الصلوات الأخيرة التي رفعها قبيل استشهاده مع رفاقه يوم الجمعة العظيمة في 14 أبريل/نيسان 341. فيرد ذكر هذا الاستشهاد في كتاب «سير شهداء المشرق» للأب ألبير أبونا، ضمن سرد تفصيلي لقصة استشهادهم مع بداية الاضطهاد الأربعيني، ولا سيّما عظاته وصلواته المشجِّعة. 

«دوسوا يا أبنائي شوكة الموت الذي حطّمه يسوع بموته» بهذه الكلمات شجع برصبّاعي رفاقه. فكان «القدّيسون يتقدّمون إلى الشهادة فرحين مسبِّحين الله». وأمام أكداس جثث الشهداء رفع برصبّاعي صوته معلنًا: «أين شوكتك يا موت، وأين غلبتك يا جحيم؟ الشكر لله الذي أولانا النصر بيسوع المسيح ربنا. ما أحسن وما أجمل الإخوة الذين تكلَّلوا معًا! وما أبهى إكليل الشهادة».

فقد تضرّع برصبّاعي من أجل قاتلي شعبه لينير الله عقولهم. وقبيل استشهاده «تقدم شمعون الجبار وصلّى قائلًا: "أيها الرب يسوع، يا من صلّى لأجل صالبيه، وعلّمَنا أن نصلّي من أجل أعدائنا، وتقبّل روح إسطفانوس خادمه الذي صلّى لأجل راجميه. تقبَّل أرواح إخوتنا هؤلاء، وتقبَّل معهم روحي أيضًا... ولا تحسب هذه الخطيئة على مضطهدي شعبك وقاتلي أجسادنا، بل هَب لهم يا ربّ أن يرجعوا إلى معرفتك».

 وختم صلاته طالبًا من الربّ أن يبارك المدينة التي استشهدوا فيها. وأردف: «ليكن صليبك حافظًا لها في الإيمان الحق»، ويبارك مدن وقرى أرض المشرق كلّها «واحفظ مؤمنيها كحدقة العين واسترهم بحمايتك إلى أن يزول الاضطراب. وكن معهم إلى منتهى العالم بحسب وعدك».

لنتعلّم من مار شمعون برصبّاعي ورفاقه الشهداء أن نثق في تدبير الله ونستعد للاستشهاد من أجل إيماننا ونغفر لمضطهدينا، مقتدين بربنا.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته