مار زخيا... رمز العطاء والصدقة

مار زخيا مار زخيا | Provided by: Italy Magazine/Pinterest

تحتفل الكنيسة المقدسة بتذكار القديس زخيا في تواريخ مختلفة، منها 31 أغسطس/آب من كل عام. هو رجل الإيمان والعلم والمعرفة، المتميّز بمحبته للفقراء والمساكين حتى بات رمزًا للعطاء والصدقة.

ولد زخيا، المعروف بـ«سانتا كلوز»، في أواخر القرن الثالث للميلاد، في بلدة باتار في آسيا الصغرى. هو القديس زخيا بحسب الكنيسة المارونية السريانية، ويُعرَف باسم نيقولاوس باللغة اليونانية ومنصور باللغة العربية. ترعرع في أسرة ثرية وتقيَّة، سعت إلى غرس أسمى الفضائل المسيحية في حياته. كما حصد العلوم والمعارف فتفوّق على رفاقه في أعماله كلّها.

وحين رقد أهله بسلام وزّع أمواله بالخفاء على الفقراء والمحتاجين، عملًا بكلمة المسيح: «أما أنت، فإذا تصدّقت، فلا تعلم شمالك ما تفعل يمينك» (متى 6: 3). ولكن سرعان ما فاح عطر محبته وبات رمزًا للعطاء والصدقة. 

ثمّ سار إلى بلدة ميرا حيث كان خاله أسقفًا عليها، وهي تقع جنوبي تركيا الحالية. فرسمه هذا الأخير كاهنًا وجعله رئيسًا على دير في ضواحي هذه البلدة. كما زار في خلال مسيرته الروحية الأراضي المقدسة، فعانقت وجدانه الفضائل السامية التي حفرها المسيح في تلك الأرض، وحملها زادًا في رسالته التبشيرية. ولمّا مات خاله عُيّنَ أسقفًا مكانه، فتميّز بأمانته لرعيته وغيرته العميقة على وديعة الإيمان.

وفي تلك الأيام، اشتعلت نيران الاضطهاد على المسيحيين، فألقى الجنود القبض على زخيا وأذاقوه مرارة العذابات فاحتملها بقوة الربّ يسوع في سجنه. وحين انتصر قسطنطين الكبير، خرج زخيا من خلف القضبان، ورجع مكرّمًا إلى كرسيّه. لُقِّبَ بـ«العجائبي» نظرًا إلى العجائب العظيمة التي صنعها الربّ يسوع من خلاله في حياته وبعد مماته. وبعد حياة مكلَّلة بالنعم، رقد بعطر القداسة في العام 342. 

لِنُصَلِّ مع مار زخيا في تذكاره، كي نتعلّم على مثاله كيف تكون حياتنا شهادة إيمان ورسالة محبة وعطاء حتى الرمق الأخير.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته