البابا فرنسيس يشرح ما أنتجته لقاءات مرسيليا

البابا فرنسيس يلقي كلمته صباح اليوم في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان البابا فرنسيس يلقي كلمته صباح اليوم في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان | مصدر الصورة: Daniel Ibáñez/CNA

أعلن البابا فرنسيس أنّ «اللقاءات المتوسطية» التي اختتمها في مدينة مرسيليا الفرنسية الأسبوع الماضي، أنتجت نظرة أكثر إنسانية على البحر الأبيض المتوسط. وهي نظرة بعيدة عن الإيديولوجيا والاستراتيجية وما هو صحيح سياسيًّا أو الاستغلال، على حد تعبيره. 

جاء كلام الأب الأقدس في خلال المقابلة العامة الأسبوعية صباح اليوم في ساحة القديس بطرس الفاتيكانية. وتوقّف البابا في كلمته على رحلته الأخيرة إلى مرسيليا لاختتام «اللقاءات المتوسطية»، معتبرًا أنّ النظرة الناجمة عن اللقاءات قادرة على إعادة جميع الأشياء إلى القيمة الأساسية للشخص البشري ولكرامته المصونة. وأردف أنّ الحدث أنتج أيضًا نظرة رجاء وأخوّة، مشدّدًا على ضرورة تنظيمهما وتجسيدهما بأعمال ملموسة بدل تبخّرهما. 

البابا فرنسيس يحيّي المؤمنين في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا
البابا فرنسيس يحيّي المؤمنين في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

وأشار الحبر الأعظم إلى أنّ اللقاءات كانت بعنوان: «فسيفساء الأمل». ووصف البحر الأبيض المتوسط بمهد حضاري ومهد للحياة، لذلك من غير المقبول أن يتحوّل إلى قبر أو ساحة صراع، على حدّ تعبيره. فهذا البحر صلة وصل بين أفريقيا وآسيا وأوروبا، وبين الشرق والغرب، والشمال والجنوب، والأشخاص والثقافات، والشعب واللغات، والفلسفات والأديان، كما قال. 

وأضاف فرنسيس أنّ على الرغم من خطورة البحر وكونه «هاوية يجب تخطّيها»، تختزن مياهه كنوز حياة. وذكر أنّ من على ضفاف «المتوسط»، انطلقت بشرى إنجيل يسوع من ألفي سنة، موضحًا أنّ ذلك لم يكن عملًا سحريًّا بل هو ثمرة مسيرة كل جيل مدعوّ إلى التقدم.

البابا فرنسيس يحيّي المؤمنين في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا
البابا فرنسيس يحيّي المؤمنين في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

وفسّر الحبر الأعظم أنّ لقاءات مرسيليا تأتي بعد نسختَي باري عام 2020 وفلورنسا عام 2022. ورأى أنّ هذه الخطوات مكمّلة لجهود عمدة فلورنسا في خمسينيّات القرن الماضي جورجيو لا بيرا وبتناغم مع نداء القديس بولس السادس في رسالته العامة «تقدم الشعوب» الداعي إلى تعزيز عالم أكثر إنسانية. 

وشدّد على إعطاء رجاء جديد للمجتمعات الأوروبية وبخاصة الأجيال الجديدة. وزاد أنّ على المجتمعات المريضة بالفردانية والاستهلاكية و«الهروب الفارغ» أن تنفتح وتسمح لروحها بالتنفّس فتقرأ الأزمات على أنّها فرص وتواجهها بشكل إيجابي. وقال إنّ على أوروبا أن تجد الشغف والحماس من جديد. وشكر من نظّم رحلته والسلطات الفرنسية على تعبهم. 

البابا فرنسيس يتحدّث إلى الحاضرين من المركز الكاثوليكي الأردني للإعلام والدراسات. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا
البابا فرنسيس يتحدّث إلى الحاضرين من المركز الكاثوليكي الأردني للإعلام والدراسات. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

وحيّا البابا الحاضرين من المركز الكاثوليكي الأردني للإعلام والدراسات. وقال: «في خضمّ المصاعب التي يمرّ بها عالم اليوم، تبقى كلمة الله الملاذ الآمن الوحيد ونبع الزخم الضروري لمواجهة مصاعب الحياة برجاء». وبعد ختام كلامه، توقّف فرنسيس متحدثًا إلى العاملين في المركز ضمن جولته على الحاضرين في المقابلة العامة. وقد جاء أولئك العاملون إلى روما للمشاركة في المقابلة العامة البابوية بمناسبة عشر سنوات على تأسيس مركزهم. 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته