البابا فرنسيس يشدّد على ضرورة دمج اللاجئين وحمايتهم

البابا فرنسيس يعقد مؤتمرًا صحافيًّا في خلال رحلة عودته من مرسيليا إلى إيطاليا البابا فرنسيس يعقد مؤتمرًا صحافيًّا في خلال رحلة عودته من مرسيليا إلى إيطاليا | مصدر الصورة: Daniel Ibanez/CNA

شدّد البابا فرنسيس اليوم على ضرورة دمج اللاجئين في المجتمعات المضيفة لهم، معتبرًا أنّه لا ينبغي إعادة اللاجئين إلى بلدانهم الأصلية كي لا يقعوا بين أيدي الأشقياء.

جاء كلام الأب الأقدس في خلال مؤتمر صحافي عقده على متن الرحلة العائدة من مدينة مرسيليا الفرنسية إلى إيطاليا، بعد ختام رحلته الرسولية الـ44. وعمّا إذا فشلت جهوده في موضوع اللاجئين، بما أنّ رحلته الرسولية الأولى بعد انتخابه بابا منذ عشر سنوات كانت إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية للعمل على هذه القضية، بينما لا يزال الوضع على حاله اليوم، أجاب الحبر الأعظم أنّ الوعي بقضية اللاجئين قد نما في العقد الأخير. وكرّر الكلام الذي أطلقه في مرسيليا ومفاده ضرورة استقبال اللاجئين ومرافقتهم وتعزيزهم وحمايتهم.

وأكّد أنّ فريقًا من الأشخاص يعمل على إغاثة اللاجئين روى له الفظائع التي يتعرّضون لها. وأضاف أنّ في الرحلة الأولى له، لم يكن يعلم أين تقع جزيرة لامبيدوسا. لكنّه سمع عن اللاجئين وفي وقت الصلاة شعر بأنّ الله يدعوه للذهاب إلى هناك. ويتزامن كلام الأب الأقدس مع وصول آلاف اللاجئين في الأيام الأخيرة عبر البحر إلى لامبيدوسا.

القتل الرحيم

وفي ما خصّ رأيه بالقتل الرحيم، وإذا كان قد تطرّق اليوم في لقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الموضوع، أوضح أنّه تناول هذا الأمر مع ماكرون عندما التقيا في الفاتيكان، أمّا اليوم فلم يعرّجا على القضية. ففي فرنسا مشروع قانون لتشريع القتل الرحيم يولّد جدالات عدّة. ورأى فرنسيس أنّ هناك اليوم محاولات لإلغاء حياة الأجداد. وأعلن أنّه لا ينبغي العبث بالـ«حياة». وقال إنّ على القانون أن يحمي نمو الأطفال في رحم أمّهاتهم. «هذا أمر إنساني»، على حد تعبيره.

وسُئل البابا عمّا إذ كان محبطًا لعدم نجاح جهوده في تقدّم المفاوضات بين الجانبين الروسي والأوكراني، ولا سيّما مع إرساله الكاردينال ماتيو زوبي موفدًا خاصًّا إلى الأطراف المتنازعة للعمل على الموضوع. فأجاب أنّه يشعر ببعض الإحباط لأنّ أمانة سرّ حاضرة الفاتيكان تفعل كل ما بوسعها لذلك. ورأى أنّ سبب الحرب ليس فحسب نزاعًا بين شعبين بل أيضًا تجارة الأسلحة. واعتبر أنّه لا يتعيّن العبث باستشهاد الشعب الأوكراني بل المساعدة بجميع الإمكانيات المتاحة للوصول إلى الحل الممكن. فلا ينبغي، كما قال، التوهّم بأنّ القائدَين سيجلسان غدًا إلى المائدة لتناول الغداء معًا.

وفي سياق متصل بالرحلة، وصف مرسيليا بمدينة الثقافات المتعددة، والفسيفساء الخلّاقة، والرسالة الموجّهة إلى أوروبا، المدينة المضيافة من دون محو الهويّات.

يُذكر أنّ رحلة البابا فرنسيس إلى مرسيليا بدأت بعد ظهر أمس. وقد جاءت هذه الزيارة إلى المدينة الفرنسية من أجل اختتام «اللقاءات المتوسطية» وهي اجتماعات ضمّت نحو  70 أسقفًا، إضافةً إلى 70 شابًا وشابةً من الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط، بغية البحث في التحديات التي تواجهها دولهم.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته