البابا فرنسيس: أوروبا تحتاج إلى نبضة جديدة من الإيمان والمحبّة والأمل

البابا فرنسيس مترئسًا اليوم القداس الإلهي في «ملعب فيلودروم» بمرسيليا، فرنسا البابا فرنسيس مترئسًا اليوم القداس الإلهي في «ملعب فيلودروم» بمرسيليا، فرنسا | مصدر الصورة: Daniel Ibáñez-CNA

شدّد البابا فرنسيس، بعد ظهر اليوم في خلال القداس الإلهي في «ملعب فيلودروم» بمرسيليا الفرنسيّة، على أنّ أوروبا تحتاج إلى نبضة جديدة من الإيمان والمحبّة والأمل، وإلى إعادة اكتشاف الشغف والحماس وطعم الالتزام بالأخوّة والحبّ في العائلات وللضعفاء. 

في اليوم الثاني والأخير من مشاركته في اللقاءات المتوسّطيّة، أكّد الحبر الأعظم أنّ أمام المدن الكبرى وكثير من الدول الأوروبيّة مثل فرنسا، حيث تعيش الثقافات والأديان المختلفة، تحدّيًا كبيرًا في وجه الأنانيّة التي تنتج الوحدة والألم. ودعا إلى تعلّم التعاطف والتأثّر والرحمة من يسوع. وذكّر بكلام القديس الفرنسي فنسنت دي بول: «يجب أن نحاول و نجعل قلوبنا حسّاسة لآلام الجار وبؤسه، ونصلّي للربّ أن يعطينا روح الرحمة الحقيقيّة التي هي في الواقع روحه نفسها».

البابا فرنسيس مترئسًا اليوم القداس الإلهي في «ملعب فيلودروم» بمرسيليا، فرنسا. مصدر الصورة: Daniel Ibáñez-CNA
البابا فرنسيس مترئسًا اليوم القداس الإلهي في «ملعب فيلودروم» بمرسيليا، فرنسا. مصدر الصورة: Daniel Ibáñez-CNA

وأضاف فرنسيس أنّ قلبًا باردًا ومسطّحًا يجرّ الحياة بطريقة ميكانيكيّة، من دون شغف أو حماس أو رغبة. وتابع: «في مجتمعنا الأوروبي، يمكن أن نصاب بالسخرية والإحباط والاستسلام والشكّ والشعور بالحزن... إنّها حياة بلا نبض».

كما شارك الأب الأقدس في الجلسة الختاميّة لـ«اللقاءات المتوسطيّة» في «قصر الفارو»، وهي اجتماعات لأساقفة الكنيسة الكاثوليكيّة في البلدان الواقعة على البحر الأبيض المتوسط، وتُعدُّ السبب الرئيس لرحلة فرنسيس الرسوليّة إلى المدينة. وأشار إلى ثلاثة رموز تميّز مرسيليا: البحر والميناء والمنارة.

لقطات من القداس الإلهي الذي ترأسه البابا فرنسيس في «ملعب فيلودروم» بمرسيليا، فرنسا. مصدر الصورة: Daniel Ibáñez-CNA
لقطات من القداس الإلهي الذي ترأسه البابا فرنسيس في «ملعب فيلودروم» بمرسيليا، فرنسا. مصدر الصورة: Daniel Ibáñez-CNA

وقال إنّ البحر جمع الشعوب وجعل من هذه المدينة فسيفساء من الأمل بتقاليدها متعدّدة الثقافات والأعراق والتي تمثّلها أكثر من 60 قنصليّة موجودة على أراضيها. وشرح أنّ غالبًا ما يُقال عن التاريخ المتوسّطي إنه تشابكٌ من الصراعات بين الحضارات والأديان والرؤى المختلفة. فصحيح أنّ هناك مشكلات ولكنّ التبادلات بين الشعوب هي التي جعلت من البحر المتوسط مهدًا للحضارة. فهذا البحر هو مكان للقاء بين الأديان الإبراهيميّة والفكر اليوناني واللاتيني والعربي والعلم والفلسفة والقانون.

وذكر أنّ مرسيليا بوابة كبيرة لا يمكن أن تُغلق. وحذّر من كلمات تغذّي مخاوف الناس مثل «الغزو»؛ فمن يخاطر بحياته في البحر لا يغزو، بل يبحث عن الحياة... وطلب استقبال المهاجرين وحمايتهم أو مرافقتهم وتعزيزهم ودمجهم. وأكّد أنّ هذا الأسلوب ليس سهلًا ولكنّ المعيار الرئيس لا يمكن أن يكون الحفاظ على الرفاه بل حماية كرامة الإنسان ومَن لهم الحق في الهجرة أو عدم الهجرة.

لقطات من القداس الإلهي الذي ترأسه البابا فرنسيس في «ملعب فيلودروم» بمرسيليا، فرنسا. مصدر الصورة: Daniel Ibáñez-CNA
لقطات من القداس الإلهي الذي ترأسه البابا فرنسيس في «ملعب فيلودروم» بمرسيليا، فرنسا. مصدر الصورة: Daniel Ibáñez-CNA

ونبّه من الانغلاق في اللامبالاة قائلًا: «التاريخ يستدعينا إلى نبضة ضمير لمنع غرق الحضارة. فالمستقبل لن يكون في الإغلاق كونه عودة إلى الماضي، ويسير عكس التاريخ...». ودعا الكنيسة إلى أن تكون ميناء أمل للمحبطين. وفي ختام كلمته دعا المؤمنين إلى أن يكونوا منارة للسلام.

تجدر الإشارة إلى أنّ الحبر الأعظم التقى أيضًا صباح اليوم رئيس الجمهوريّة الفرنسية إيمانويل ماكرون، وقابل أشخاصًا يعانون صعوبات اقتصاديّة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته