البابا فرنسيس يزور مرسيليا... لمَ اللقاءات المتوسطيّة؟

البابا فرنسيس في مركز للاجئين باليونان عام 2021 البابا فرنسيس في مركز للاجئين باليونان عام 2021 | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

في 8 يوليو/تموز 2013 انطلق البابا فرنسيس في أول رحلة رسمية له إلى خارج الفاتيكان بعد تنصيبه حبرًا أعظم متوجّهًا إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية. هناك رمى الأب الأقدس ورودًا في البحر الأبيض المتوسط المتحوّل إلى «أكبر مقبرة في العالم» بسبب العدد الكبير من اللاجئين الذين يموتون فيه، كما وصفه في مرحلة لاحقة. 

فإلى تلك الجزيرة يصل سنويًّا آلاف المهاجرين الهاربين من أفريقيا عبر البحر ويموت كثيرون منهم في رحلة خطرة بين أمواج البحر باحثين عن أمل بحياة أفضل. 

دافع فرنسيس طوال سنوات حبريته العشر عن حق اللاجئين بحياة أفضل ولم يوفّر فرصًا للمناداة بالموضوع. فمن المغرب دعا إلى الاستجابة بسخاء وجهوزية وحكمة وتبصّر للتحديات التي تفرضها الهجرات المعاصرة. وفي إسطنبول تمنّى ألّا ينقص دعم المجتمع الدولي للاجئين. ومن داخل الكونغرس الأميركي أكّد ضرورة النظر إلى وجوه اللاجئين والإصغاء إلى قصصهم، ومحاولة بذل قصارى الجهود لمساعدتهم. 

وإلى جزيرة ليسبوس اليونانية ذهب في العام 2016. فأكّد أمام 3000 لاجئ أنهم ليسوا منسيين وطلب منهم عدم فقدان الأمل. وأحضر معه إلى إيطاليا في رحلة عودته من ليسبوس 12 نازحًا سوريًّا علامة تضامن معهم واستضافة لهم. وفي رحلاته الرسولية المتعددة زار اللاجئين واستمع إلى شهادات حياتهم. 

توالت دفعات اللاجئين الذي يحاولون عبور المتوسط. لم يتوقف عدد الضحايا الذين قضوا  في محاولتهم الوصول إلى أوروبا. لذا، بسعي من رئيس مجلس الأساقفة الإيطاليين الكاردينال غوالتييرو باسيتّي أُطلقت مبادرة للقاء في مدينة باري الإيطالية عام 2020 جمعَ أساقفة من البلدان المطلّة على البحر الأبيض المتوسط، بعنوان «المتوسط، حدود سلام: لقاء تفكير وروحانية». فاجتمع الأساقفة في فبراير/شباط من ذلك العام وحضر البابا فرنسيس متعاطفًا مع الفارين من الحروب ومعتبرًا الحرب «جنونًا لا يمكننا الاستسلام له». 

وتجدّد اللقاء في مدينة فلورنسا في فبراير/شباط 2022 جامعًا أساقفة البلدان المطلة على «المتوسط» وعُمَد تلك البلدان ومحافظيها. لكنّ الأب الأقدس لم يتمكن من المشاركة بسبب آلام في ركبتيه. 

وللمرة الثالثة يجتمع أساقفة البلدان المطلّة على «المتوسط» هذا الشهر في مدينة مرسيليا الفرنسية بعنوان «اللقاءات المتوسطية». وينطلق البابا البالغ من العمر 86 عامًا برحلة رسولية إلى فرنسا في 22 و23 سبتمبر/أيلول الحالي للمشاركة في جلستها النهائيّة. وكان قد أكد أنّه يزور مرسيليا بسبب قلقه على اللاجئين. فمع أنّ العالم اعتاد مشاهد الفارين وفقد جزءًا من تعاطفه معهم، لا يزال فرنسيس بعد عشر سنوات على لامبيدوسا مصرًّا على ملاقاة الموجوعين حيث كَثُر ألمهم. 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته