بيت الشهداء والقدّيسين... تقليد مشرقيّ يلهم المؤمنين

«بيت الشهداء والقديسين» في كاتدرائية مار يوسف، أربيل-العراق «بيت الشهداء والقديسين» في كاتدرائية مار يوسف، أربيل-العراق | مصدر الصور: الأب سافيو حندولا

يتجّه بناء الكنيسة بحسب التقليد المشرقي «نحو الشرق حيث يقام المذبح، ويكون موقع "بيت الشهداء" ملاصقًا للجدار الواقع باتجاه الشمال. هناك، تُحفَظ ذخائر الشهداء والقديسين، لا سيّما الـ"حنانا" وتعني بالسريانية "تراب القديسين"، الممتزج بدمائهم». هكذا شرح خوري رعية كاتدرائية مار يوسف في عنكاوا العراقية الأب سافيو حندولا في حديث إلى «آسي مينا» معنى وضع «بيت الشهداء والقديسين» في الكنائس الكلدانية.

فبحسب تقليد عريق في كنيسة المشرق، لـ«بيت الشهداء» مكانته ومكانه الخاصّان تاريخيًّا. وأكّد حندولا أنّ إقامة بيت للشهداء في كنيسة المشرق تعود إلى زمن الاضطهاد الأربعيني (339-379) في عهد شابور الملك الفارسي. حينها، شرع مار ماروثا بُعيْد الاضطهاد بدفن رفات الشهداء والقديسين فضلًا عن تدوين سِيرهم.

تراتيل الشهداء

أشار حندولا إلى أنّ كنيسة المشرق تُعِدّ جميع شهداء الإيمان في القرون الأولى قديسين وتتبارك بذخائرهم. وتابع: «تحظى ذخائر الشهداء والقديسين بمكانة وتقديس عظيمَين في كنيستنا، إذ تتضمن صلوات الصباح والمساء، بحسب الطقس الكلداني، تراتيل خاصة تسمى "عونيثا دسهدي"، أي تراتيل الشهداء. فيطوف الكهنة والشمامسة في أثناء تلاوتها من الخورس بيت الشهداء ليختموا صلاتهم متباركين بذخائرهم».

«بيت الشهداء والقديسين» في كاتدرائية مار يوسف، أربيل-العراق. مصدر الصور: الأب سافيو حندولا
«بيت الشهداء والقديسين» في كاتدرائية مار يوسف، أربيل-العراق. مصدر الصور: الأب سافيو حندولا

وأضاف حندولا: «بحسب التقليد، لم يكن مذبح الكنيسة يخلو من الذخائر. وكان الأسقف، قبل رسامته، يعكف على الصلاة في "بيت الشهداء" بكنيسة الدير أو الكاتدرائية منعزلًا ومتأملًا في سِيرهم وتضحياتهم، ليؤسّس خدمته على مثالهم».

الشهادة بلا خوف

عن تزامن تبريك بيت الشهداء مع عيد الصليب، قال: «إنّ هؤلاء الشهداء ضحّوا بحياتهم من إجل إيمانهم على مثال معلّمهم الغافر لصالبيه. فأسرعوا إلى الشهادة غير خائفين، غافرين لمضطهديهم، وصاروا سببًا في هدايتهم». 

وخلص حندولا إلى أنّ «العودة إلى هذا التقليد العريق تشجّع المؤمنين على الثبات في الإيمان والتضحية من أجله، على مثال هؤلاء الشهداء القديسين، لا سيّما في عالم اليوم الغارق في الأنانية وحبّ الذات». 

المطران بشار متي وردة يبارك «بيت الشهداء والقديسين» في كاتدرائية مار يوسف، أربيل-العراق. مصدر الصور: الأب سافيو حندولا
المطران بشار متي وردة يبارك «بيت الشهداء والقديسين» في كاتدرائية مار يوسف، أربيل-العراق. مصدر الصور: الأب سافيو حندولا

وكان راعي إيبارشية أربيل الكلدانية المطران بشار متي وردة قد بارك «بيت الشهداء والقديسين» في كاتدرائية مار يوسف. ويضمّ هذا «البيت» ذخائر شهداء كنيسة العراق: الربّان هرمز، والأب جبرائيل دنبو، والأخت سيسيل للقلب الأقدس، والأب رغيد كني، فضلًا عن ذخيرتَي القديسة ريتا والطوباوي مايكل ماكفني من الكنيسة الجامعة. 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته