رهبانيّة بنات قلب يسوع الأقدس... سعيٌ متواصل نحو كمال المحبّة

رهبنة بنات قلب يسوع الأقدس في العراق رهبانيّة بنات قلب يسوع الأقدس في العراق | Provided by: Congregation of the Daughters of the Sacred Heart of Jesus

تسعى رهبانيّة بنات قلب يسوع الأقدس إلى عيش حياة القداسة، مقتديةً بالربّ يسوع في الفقر والتواضع والبتوليّة، زاهدةً في مجد العالم الفاني، مجتهدةً في جذب النفوس إلى الملكوت.

تأسّست رهبانيّة بنات قلب يسوع الأقدس في قرية أرادن المسيحيّة الواقعة بمحافظة دهوك شمالي العراق في العام 1911 بالتزامن مع عيد الانتقال الموافق 15 أغسطس/آب على يد الأب عبد الأحد ريّس الذي وضع مؤسَّسته الوليدة تحت حماية مريم العذراء.

اجتهدت الراهبات المؤسِّسات اللواتي لم يتجاوز عددهن الأربع في رعاية المرضى وخدمتهم في زمن انتشار الأمراض والأوبئة، فضلًا عن تثقيف الأمّهات وتوعيتهن لتربية الأبناء تربية مسيحيّة صحيحة. وعملن في التعليم المسيحي وتهيئة الأطفال للمناولة الأولى وإغناء المؤمنين روحيًّا.

نمت رهبانيّة بنات قلب يسوع الأقدس كحبّة الخردل «وهي أصغر جميع البذور. ولكن متى نَمَتْ فهي أكبر البقول، وتصير شجرةً، حتى إنّ طيور السماء تأتي وتتآوى في أغصانها» (مت 13: 32).

انطلقت الرهبانيّة من بيت صغير في قرية وادعة لتصبح أديرتها اليوم منتشرة في كل أنحاء العراق، فضلًا عن رسالة خارج حدوده أيضًا.

تتّخذ رهبانيّة بنات قلب يسوع الأقدس من كلمات الربّ «تعلّموا منّي لأنني وديع ومتواضع القلب» (مت 11: 29) أبرز سماتٍ لروحانيّتها لتجعل من الوداعة والتواضع منهاج حياة لراهباتها، يسرن عليه في كل عمل يقمن به لتحقيق هدف الرهبانيّة المتمثّل في السعي نحو كمال المحبّة من أجل ملكوت قلب يسوع الكلّي القداسة، عبر رسالة الصلاة والحضور والعمل إذ تلتزم كل راهبة الصلاة اليوميّة من أجل الكنيسة وأبنائها، والحضور في حياة المجتمع والكنيسة بكل تفاصيلها، والعمل في خدمة الرعايا أو العمل اليدوي الإنتاجي بأنواعه.

تزامنًا مع سيطرة تنظيم داعش على الموصل في العام 2014، خسرت الرهبانيّة ديرها «دير النصر» الذي شُيِّدَ في العام 1984 ويعاني اليوم التدمير والخراب. لكنها تواصل تقديم خدماتها المتعدّدة، فضلًا عن دورها الروحي في خدمة الرعايا يدًا بيد مع كهنتها، إذ تدير في عنكاوا روضة «بيت الطفل لراهبات القلب الأقدس». وهناك أيضًا المشغل الليتورجي الذي يهتمّ بتجهيز الكنائس بالملابس الليتورجيّة وسائر المستلزمات الأخرى. كما دأبت الراهبات على رعاية المرضى، ولا سيّما المسنّات، وقد افتتحت الرهبانيّة مؤخّرًا دار «طوبى للرحماء» لرعاية المسنّات في دهوك.

اهتمّت الكنيسة في العراق بدعاوى تطويب الشهداء وإعلان قداستهم. وبحسب الوثيقة الصادرة عن مجمع دعاوى القديسين في روما بتاريخ 10 أكتوبر/تشرين الأوّل 2018، أُعلنت الأخت الشهيدة سيسيليا موشي حنا، من بنات قلب يسوع الأقدس التي استشهدت في دير المحبّة ببغداد في العام 2002، خادمةً للربّ.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته