حنا جلّوف… للمرّة الأولى ابنُ سوريا أسقفًا لكنيستها اللاتينيّة

حنّا جلّوف، النائب الرسولي الجديد للاتين في حلب حنّا جلّوف، النائب الرسولي الجديد للاتين في حلب | مصدر الصورة: آسي مينا

تحتضن كنيسة القديس فرنسيس الأسيزي في حلب مساء اليوم حدثًا استثنائيًّا يتمثّل في السيامة الأسقفية لابن سوريا الأب حنا جلّوف وتنصيبه نائبًا رسوليًّا للاتين في حلب. يجري ذلك بوضع يد عميد دائرة الكنائس الشرقية المطران كلاوديو غودجيروتي، ومعاونة السفير الباباوي في سوريا الكاردينال ماريو زيناري، وبطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا.

قبَيل رسامته، خصّ الأب جلّوف وكالة «آسي مينا» بحديثٍ قال فيه: «هذا الحدث ليس تكريمًا لي فحسب بل لكلّ السوريين لأنها المرة الأولى التي يُعيِّن فيها الكرسي الرسولي في روما مطرانًا سوريًّا للطائفة اللاتينية في البلاد. وهذه الثقة الممنوحة لي من البابا فرنسيس لخدمة الكنيسة لم تأتِ من فراغ، فهو لو لم يكن قد رأى عملنا كرهبان فرنسيسكان بشكل عام وعملي بشكل خاص يوم كنا كمسيحيين نقاسي الاضطهاد لما كان اختارنا».

حنّا جلّوف، النائب الرسولي الجديد للاتين في حلب. مصدر الصورة: آسي مينا
حنّا جلّوف، النائب الرسولي الجديد للاتين في حلب. مصدر الصورة: آسي مينا

وعن حال المسيحيين في محافظة إدلب حيث ولد وخدم ككاهن لسنوات طويلة، يخبر الأب جلوف: «قبل الحرب كانت المحافظة تحصي نحو 10 آلاف مسيحي، أما الآن فلا يتجاوز عددنا 700 شخص يخدمهم راهبان فرنسيسكانيان بعدما كان لدينا قبل الأزمة 11 كاهنًا. لقد مررنا بظروف صعبة ولا سيّما من الناحية الإيمانية، سببها الجحافل الآتية إلينا من كل حدب وصوب. لكنهم عرفوا أننا أناس صادقون ومسالمون نعكس محبة الله للبشر، فبقينا هناك كي نثبت أنّ هذه الأرض مسيحية، وفيها حملنا تسمية "مسيحيين" للمرة الأولى، وأنه مهما حصل ستبقى المسيحية كوردة في هذه الأرض».

الدرع الأسقفيّة التي اعتمدها المطران جلّوف. مصدر الصورة: المطران حنا جلّوف
الدرع الأسقفيّة التي اعتمدها المطران جلّوف. مصدر الصورة: المطران حنا جلّوف

وعن الدرع الأسقفيّة التي اعتمدها، شرح جلوف أنها تتكون من أربعة أقسام؛ ففي الجزء العلوي من الطرف الأيمن تظهر يدان مجروحتان متقاطعتان واحدة للقديس فرنسيس الأسيزي والثانية ليسوع؛ وعلى الطرف الأيسر هناك صليب الأرض المقدسة المُكوّن من خمسة صلبان؛ وفي الجزء السفلي من الطرف الأيمن تبرز خريطة سوريا يحيط بها اللون الأحمر للدلالة على الألم والدم النازف منها، وفي قلبها حمامة تحمل في فمها غصن زيتون، عاكسةً بذلك السلام؛ أما القسم الرابع فيحتوي شجرة زيتون تشتهر بها محافظة إدلب. كما يعلو الدرع صليب كونه رمزًا للخلاص والفداء. وفي منتصف الدرع حرف «إم» عليه تاج، للإشارة إلى أنّ كل أعمالنا تحت رعاية وحماية مريم العذراء.

الشعار الأسقفيّ الذي اعتمده المطران جلّوف. مصدر الصورة: المطران حنّا جلّوف
الشعار الأسقفيّ الذي اعتمده المطران جلّوف. مصدر الصورة: المطران حنّا جلّوف

أمّا عن الشعار الأسقفي واختيار 17 سبتمبر/أيلول موعدًا للرسامة أضاف: «وضعت أسفل الدرع باللاتينية "أنا بينكم كالذي يخدم" (لوقا 27:22) لأقول إنني لم آتِ لأكون فوق الناس بل جئت خادمًا لهم. أما اختياري هذا التاريخ فجاء لكونه عيد سِمات أبينا القديس فرنسيس الأسيزي، الدال على معنى كبير بالنسبة إلينا وهو أنّ أرض سوريا تنزف دمًا لكنّ رجاءنا أنها بجروحات يسوع المسيح والقديس فرنسيس ستُشفى من جللها ومصابها».

وختم جلوف حديثه عبر «آسي مينا» قائلًا: «أرض سوريا تعاني نزيفًا من نوع آخر هو الهجرة. بالطبع ليست لدينا عصا سحرية نغيّر عبرها الواقع، ولكن يدًا بيد وبقوة ربّنا نستطيع أن نفعل أمورًا كثيرة للحد منها، وذلك من خلال التعاون مع المنظمات الفاعلة على الأرض، والتوجه إلى الشبّان والشابات عن طريق مساعدتهم في تأسيس مشاريع صغيرة وبعمل رسولي وإنتاجي. لذا سيكون أول عمل أضطلع به زيارة جميع الرعايا والمنظمات والرهبانيات، للوقوف على المشكلات والصعوبات الراهنة، ومن ثمّ تشكيل لجنة تتولّى وضع خطة عمل لمعالجتها في خلال السنوات المقبلة».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته