إدلب: عدد المسيحيين في المنطقة انخفض من 10 آلاف مسيحي إلى 210 فقط

الأب حنا جلوف الأب حنا جلوف الادلبي خادم كنيسة القنية | Provided by: abouna

الأب حنا جلوف كبير الرهبان في كنيسة القنية بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا يبلغ من العمر (70عاماً) وهو أحد الكهنة الفرنسيسكان حراس الأراضي المقدسة، يمارس خدمته في كنيسة القنية ويعمل فيها حيث يقوم بخدمة المسيحيين في إدلب، ويفتخر بكونه من الكهنة الفرنسيسكان الذين يتولون مهام حراسة الأراضي المقدسة وهو مازال يؤدي مهامه في كنيسته منذ 21 عاماً، مؤكداً على أهمية الوجود المسيحي في المنطقة وعلى ضرورة التمسك بهذه الأراضي المقدسة. 

نذكر أن الأب حنا كان قد تعرض للخطف من قبل جبهة النصرة وقد تم الإفراج عنه بعد 5 أيام من الخطف عام 2014 وتم وضعه تحت الإقامة الجبرية في ديره. 

تحدث الأب حنا عن الوجود المسيحي في سوريا فقال: "كان المسيحيون يتركزون في محافظات حلب، إدلب، دمشق، حماة، الجزيرة وحمص قبل اندلاع الحرب عام 2011 ومن ثم اضطر قسم كبير منهم لترك البلاد والهجرة أو النزوح بسبب الأوضاع الأمنية.

أما المسيحيون الذين صمدوا وكانوا يعيشون في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة في محافظة إدلب خاصة فهم يعدون من أقدم سكان المنطقة رغم قلة عددهم حيث كان عدد المسيحيين في إدلب والمناطق المحيطة بها قبل بدء الحرب أكثر من 10 آلاف شخص ثم انخفض هذا التعداد إلى 600 شخص فقط بعد اضطرار معظمهم للهجرة بسبب الضغوط التي كان يمارسها عليهم تنظيم داعش الإرهابي واليوم بقي حوالي 210 شخص مسيحي في إدلب، لم يغادروها إلى الآن، وما زالوا يجتمعون ويمارسون الصلوات في كنيسة القنية بمدينة جسر الشغور". تلك الكنيسة التي شيدت في القرن الخامس الميلادي بقرية القنية، وبالرغم من الحرب والاشتباكات التي جرت في المنطقة حافظت الكنيسة على نسيجها الطبيعي والتاريخي.

وأوضح الأب جلوف أن المسيحين كانوا يتوزعون في ثلاث قرى هي القنية، واليعقوبية والجُديدة، أما الآن وبعد انخفاض عددهم في المنطقة إلى 210 فقط، ما يزالون يمارسون شعائرهم اليومية بطريقة طبيعية وأضاف أنهم لا يواجهون أي مضايقات أثناء القيام بعباداتهم أو القيام بأنشطتهم داخل الكنيسة، وأن علاقتهم طيبة جداً مع من حولهم ويجمعهم شعور المحبة والأخوة. وأن العديد من مسيحيي المنطقة ينتمون إلى كنائس الروم الأرثوذكس والأرمن والكاثوليك، وأنهم ككنيسة واحدة لا يختلفون عن الطوائف الأخرى ويقومون بأداء صلواتهم سوياً، ويعيشون معاً ويتشاركون أفراحهم وآلامهم. مشيراً إلى سعادته أن بعض العائلات المسيحية التي تعيش في محافظات سورية أخرى بدأت في العودة إلى ديارها وأن الكنيسة تقوم باستقبالهم وأعرب عن أمله في أن يعود من تركوا ديارهم مرة أخرى في إدلب إلى عائلاتهم وأراضيهم لينعموا بالحب والسلام. وأكد على أهمية تشجيع المسيحيين الذين يعيشون هناك ومنحهم الأمل، مشددا أن السلام سيحل يوماً على هذه الأرض.

أما عن سبب عدم مغادرته إدلب أثناء الحرب، قال الأب "إنه لا يمكن لأحد أن يتخلى عن جذوره". وأردف أن المسيحيين ثبتوا جذورهم في منطقة أنطاكية منذ قرون وعاش فيها أجدادهم وعائلاتهم، وهو أيضاً يرغب أن يعيش فيها حتى آخر يوم في حياته. 

ومضى بالقول أن البابا فرنسيس الرئيس الروحي للعالم الكاثوليكي أرسل لهم رسالة يشكرهم ويشجعهم فيها على مواصلة حياتهم وتضحياتهم مع الناس في إدلب.

وفي الختام أعرب الأب جلوف عن شكره لكل من ساعدهم في أن يعيشوا حياة آمنة مستقرة، وتابع قائلاً: آمل في أن يجد الناس راحتهم، ويحصل الجميع على حقوقهم ويعود الأشخاص الذين يعيشون حياة غير مستقرة إلى منازلهم مرة أخرى وشدد على تمنياته بأن تعود الأراضي إلى وحدتها مرة أخرى.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته