«الصليب المكسور»... آلام مسيحيّي سوريا بالصورة والصوت  

مشهد من الدمار في مدينة إدلب السورية مشهد من الدمار في مدينة إدلب السورية | Provided by: siraj albasha/Pinterest

يُحيي العالم في 22 أغسطس/آب اليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا أعمال العنف القائمة على الدين أو المعتقد. ويبدو أنّ للمسيحيين النصيب الأكبر من الأفعال الوحشية الممارسة بحقهم في بقاع كثيرة من الأرض. 

ليست محافظة إدلب السورية غريبةً عن هذا الواقع. فقريبًا، تسلط دور السينما في سوريا الضوء على معاناة أهلها المسيحيين من خلال الفيلم الوثائقي "الصليب المكسور".     

تولّى كتابة الفيلم محمود عبد الكريم وإخراجه يزن أنزور، أما الإشراف العام فهو للمخرج المخضرم والمنتج السينمائي نجدة إسماعيل أنزور. وقد أشار هذا الأخير في الإعلان الترويجي للفيلم إلى أنّ هدف الوثائقي التطرق إلى زاوية منسية في المأساة السورية، متمثلةً بتهجير المسيحيين من قراهم وبلداتهم وأديرتهم في محافظة إدلب على يد الميليشيات الإرهابية، وعلى رأسها ما يسمى بالحزب الإسلامي التركستاني.

وبحسب أنزور، تكمن الحقيقة الواجب تبيانها في طريقٍ باتجاهين "أحدهما لتنوير الرأي العام بحقيقة الأحداث التي دمرت بلدنا ووضعت شعبنا بأسره على طريق المجاعة والتهجير، وثانيهما مدخل لاستعادة وحدة بلادنا أرضًا وشعبًا ومؤسسات".

ويؤكد أنزور أنه "لا يوجد ما هو أكثر وأشد مرارةً على الفرد والمجتمع من الاقتلاع، اقتلاع الإنسان من أرضه وبيته وبيئته وذاكرته ومن كلّ ما يحبه ويعتز به. وهذا ما حصل للأسف مع 50 ألف مسيحي سوري كانوا يعيشون بسلام وحب ووئام عميق مشهود له مع بقية مكونات المجتمع السوري، ميّز حضورهم في سوريا طوال الألفي عام الماضية".

من جهته أوضح صاحب فكرة العمل محمد كمال جفا أنه عند توثيقه أداء الميليشيات المسلحة غير السورية في البلاد، لفت نظره بشكل خاص المقاتلون التركستان الذين كانوا رأس الحربة في العمليات القتالية ضد الجيش السوري والأكثر فعاليةً وتنظيمًا وتدريبًا ودموية. وتبيّن له أنّ محافظة إدلب وبخاصةٍ قرى سرير نهر العاصي دفعت أثمانًا ضخمة بسبب جرائمهم، وكان المكون المسيحي في إدلب المدينة وجسر الشغور والغسانية واليوسية والجديدة وحلّوز ودركوش أكثر المتضررين.

تجدر الإشارة إلى أنّ من بين شهداء محافظة إدلب المسيحيين الأب الفرنسيسكاني فرانسوا مراد، إذ أقدمت العصابات المسلحة على قتله في 23 يونيو/حزيران عام 2013 في الغسانية ونهب محتويات الدير الذي كان يقيم ويتعبّد فيه. في المقابل، ورغم اختطافه من تنظيم جبهة النصرة مدّةً قصيرة، بقي الأب حنّا جلّوف الفرنسيسكاني يمارس مهامه كاهنًا لرعية القديس يوسف في قرية القنية بإدلب، إلى أن قرّر البابا فرنسيس الشهر الماضي تعيينه نائبا رسوليًّا للاتين في حلب. 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته