زلزال يهزّ المغرب… آسي مينا تتقصّى أحوال المسيحيّين واستجابة الكنيسة

كنيسة الشهداء القدّيسين الكاثوليكيّة في مراكش-المغرب كنيسة الشهداء القدّيسين الكاثوليكيّة في مراكش-المغرب | مصدر الصورة: موقع ابن بطوطة
الأضرار في كنيسة الشهداء القدّيسين الكاثوليكيّة في مراكش-المغرب بعد الزلزال العنيف الذي ضرب المدينة الأضرار في كنيسة الشهداء القدّيسين الكاثوليكيّة في مراكش-المغرب بعد الزلزال العنيف الذي ضرب المدينة | مصدر الصورة: آسي مينا
الأضرار في كنيسة الشهداء القدّيسين الكاثوليكيّة في مراكش-المغرب بعد الزلزال العنيف الذي ضرب المدينة الأضرار في كنيسة الشهداء القدّيسين الكاثوليكيّة في مراكش-المغرب بعد الزلزال العنيف الذي ضرب المدينة | مصدر الصورة: آسي مينا

مشهد الدمار نفسه، الألم نفسه، النتيجة نفسها. الطبيعة تزرع مأساةً جديدة، وهذه المرة في المملكة المغربية التي ضربها ليل أمس (بالتوقيت المغربي) زلزال هو الأعنف منذ أكثر من قرن في منطقة شرق المحيط الأطلسي.

وفي حين لفت المعهد الوطني للجيوفيزياء إلى أنّ قوّة الزلزال بلغت 7 درجات على مقياس ريختر، بقي عدّاد الضحايا والمصابين مفتوحًا، ليشير في حصيلة موقّتة إلى مقتل أكثر من 1037 شخصًا وإصابة 1204 آخرين بحسب التلفزيون المغربي الحكومي، نقلًا عن وزارة الداخلية المغربية. 

الأضرار في كنيسة الشهداء القدّيسين الكاثوليكيّة في مراكش-المغرب بعد الزلزال العنيف الذي ضرب المدينة. مصدر الصورة: آسي مينا
الأضرار في كنيسة الشهداء القدّيسين الكاثوليكيّة في مراكش-المغرب بعد الزلزال العنيف الذي ضرب المدينة. مصدر الصورة: آسي مينا

وسط مشهد الدمار والألم، تابعت «آسي مينا» أحوال المسيحيّين الذين يقطنون المدينة ومساعي رعيّة القديسين الشهداء الكاثوليكية في مراكش للتواصل معهم ومساعدتهم. وأكّد كاهن الرعية الأب مانويل كورولون الفرنسيسكاني لـ «آسي مينا» عدم وجود معلومات حتى الساعة عن وقوع أيّ ضحايا من المسيحيين في البلاد، إلا أنّ بعضهم خسر منزله والكنيسة تعمل على توفير المساعدة.

الأب مانويل كورولون، كاهن رعيّة القديسين الشهداء الكاثوليكية. مصدر الصورة: رعيّة القديسين الشهداء الكاثوليكية
الأب مانويل كورولون، كاهن رعيّة القديسين الشهداء الكاثوليكية. مصدر الصورة: رعيّة القديسين الشهداء الكاثوليكية

ولفت كورولون إلى أنّ بيت الرهبان الفرنسيسكان وكنيسة القديسين الشهداء في مراكش قد سلما من الدمار الشامل، لكن سيُستعان لاحقًا بخبراء ومهندسين لتقييم الأضرار التي حلّت بهما ومعالجتها. وأشار في الوقت عينه إلى أنّ المركز الراعوي الكاثوليكي في المدينة في حالة سيئة جدًّا وعرضة للسقوط في أي وقت، لذا سيكون من الضروري إعادة بنائه مرةً أخرى.

الأضرار في كنيسة الشهداء القدّيسين الكاثوليكيّة في مراكش-المغرب بعد الزلزال العنيف الذي ضرب المدينة. مصدر الصورة: آسي مينا
الأضرار في كنيسة الشهداء القدّيسين الكاثوليكيّة في مراكش-المغرب بعد الزلزال العنيف الذي ضرب المدينة. مصدر الصورة: آسي مينا

وأكّد كورولون أنّ الراهبات اللبنانيات من أخوات قلب يسوع ومريم قد فتحنَ أبواب المدرسة التي يُشرفنَ على إدارتها لاستقبال أهالي المنطقة النازحين.  

وختم كورولون حديثه لآسي مينا قائلًا: «نتلقّى في هذه اللحظات الدعم والصلاة من أشخاص كثيرين، ومن المهم جدًا بالنسبة إلينا أن نعيش في هذا الوقت في شركة مع الكنيسة بأكملها».

من جهته، روى سيرج يوبوا، مساعد راعوي في رعيّة القديسين الشهداء الكاثوليكية في مراكش، اللحظات الأولى لوقوع الزلزال. وأشار عبر «آسي مينا» إلى أنّه كان في الكنيسة القديمة حيث يقطن، عندما شعر بأنّ المكان يهتزّ بشدّة. واستمرّ هذا الشعور مدّة ثلاثين ثانية بقوّة تصاعديّة قبل أن يلمح الجدران تتصدّع. حينها غادر الكنيسة القديمة مباشرةً متوجّهًا إلى الرعيّة. وعندما بلغ كنيسة القديسين الشهداء وثّق الأضرار التي ألمّت بالمكان. وكانت آسي مينا حصلت على صور حصريّة وفيديو خاصّ للأضرار في كنيسة القديسين الشهداء التقطها الفريق الراعوي هناك (مرفَقة بهذه المقالة). 

الأضرار في كنيسة الشهداء القدّيسين الكاثوليكيّة في مراكش-المغرب بعد الزلزال العنيف الذي ضرب المدينة. مصدر الصورة: آسي مينا
الأضرار في كنيسة الشهداء القدّيسين الكاثوليكيّة في مراكش-المغرب بعد الزلزال العنيف الذي ضرب المدينة. مصدر الصورة: آسي مينا

بدوره، لفت يواكيم أشوزا، المسؤول الإعلامي في مرشديّة الطلاب الكاثوليك في مراكش إلى أنّ جميع أبناء المرشديّة وبناتها بخير، ولا ضحايا من المسيحيين في محيطه وبين عارفيه حتى الساعة. 

مع بزوغ شمس اليوم، استكان المشهد إلّا من ألم ذوي الضحايا وأنين المصابين تحت الركام. وفي حين تُكثّف السلطات المغربيّة والجهات الإغاثيّة جهودها لإنقاذ مزيد من العالقين تحت الأنقاض، كان أبناء رعيّة القديسين الشهداء الكاثوليكية يرفعون الخراب من داخل كنيستهم، وينظّفون مذبحها وأرجاءها، ويتواصلون مع النازحين من منازلهم لمساعدتهم في هذه المحنة.

يُذكر أنّ عدد المسيحيين في المغرب يبلغ نحو 31300 شخص، بنسبة 0.1% من إجمالي سكّان البلاد البالغ نحو 37 مليون و800 ألف نسمة بحسب منظمة الأبواب المفتوحة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته