العنف يلاحق مسيحيي باكستان… هجماتٌ على الكنائس والبيوت

إحراق كنائس في منطقة جارانوالا، باكستان اليوم بعد مزاعم بحرق مواطن مسيحيّ القرآن إحراق كنائس في منطقة جارانوالا، باكستان اليوم بعد مزاعم بحرق مواطن مسيحيّ القرآن | Provided by: ACI MENA

اشتعلت الساحة الباكستانيّة اليوم ومعها اشتعلت كنائسُ عدّة في اعتداءاتٍ متواصلة على مسيحيي البلاد. ففي تطوّر صادم، هزت أعمال العنف منطقة جارانوالا، في فيصل آباد، باكستان. وأوردت تقارير متواترة أخبارًا عن هجمات استهدفت الكنائس وبيوت المسيحيين في المنطقة. وتأتي هذه الاعتداءات على خلفيّة مزاعم وأخبار غير موثَّقة عن إقدام مواطنٍ مسيحيّ على حرق القرآن صباح اليوم.

خلّفت هذه الأحداث توترًا كبيرًا في البلاد، وزرعت في نفوس المسيحيين في المنطقة خوفًا على حياتهم وأمان عائلاتهم، ما دفع كثيرين منهم إلى البحث عن ملاذ يقيهم العنف والاضطهاد.

وسط هذا المشهد المتصاعد، تدخلت الشرطة المحلية بالتوازي مع مساعي السلطات إلى تهدئة الأمور خوفًا من تدهور الأوضاع. وكانت مجموعات إسلامية قد اتّهمت سليم مسيح بحرق القرآن صباح اليوم، من دون التأكّد من صحة الخبر. 

بدوره، أعرب المجتمع الإسلامي الأوسع عن مخاوفه بشأن التراخي إزاء هذه الإساءة إلى الإسلام، مطالبًا بإجراءات عقابية سريعة وشديدة بما فيها تنفيذ عقوبة الإعدام. ويعكس هذا التطوّر التحديات المستمرة التي تواجهها الأقليات الدينية في باكستان.

سياق التوترات الدينية

يُعدّ أكثر من 90 في المئة من سكان باكستان مسلمين متدينين. وتشهد البلاد بشكل متواصل مخاوف متزايدة بشأن التعصب الديني. واستنادًا إلى تعداد العام 2017، يشكّل المجتمع المسيحي ما يقارب 1.27 في المئة من إجمالي السكان، أي نحو 2.6 مليون مسيحي. وبصفتهم أقلية، عانى المسيحيون الباكستانيون ظروفًا معيشية صعبةً وسط أجواء اتّسمت بتفاقم الاضطهاد.

وأخيرًا، تصاعدت وتيرة التعصب لتتحوّل إلى هجمات ضد المجتمع المسيحي. وقد تجلت أعمال الاضطهاد هذه في عمليات قتل، وتهجير، وتدنيسٍ للأماكن المقدسة والمقابر.  

مخاوف دولية

أثارت شدة التمييز والعنف ضد الأقليات الدينية في باكستان، وبخاصة المسيحيين، اهتمامًا دوليًّا. وقد صنفت لجنة الولايات المتحدة حول حرية الديانات في العالم باكستان بأنها "دولة تثير قلقًا خاصًّا". تصنيف يؤكد الحاجة الملحّة إلى اتخاذ إجراءات عمليّة لمجابهة هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.

بالإضافة إلى ما سبق، تحمّلت الأقلية المسيحية العبء الأكبر من قوانين التجديف الصارمة في باكستان، والتي تفرض عقوبة الإعدام على المتهمين بإهانة الإسلام. ويذكر أنّ هذه القوانين استُخدمت لاستهداف المسيحيين، وأفضت إلى سجن كثيرين منهم بتهمة التجديف.  

يُذكر أنّ أكثر من 1800 شخص في باكستان واجهوا تهم التجديف منذ العام 1987 حتى بداية العام 2021 بموجب القوانين المختلفة. بينما صدر حكمٌ في حقّ قرابة 40 شخصًا بالسجن مدى الحياة أو حتى عقوبة الإعدام بعد إدانتهم بالتجديف.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته