ما رأي الكنيسة الكاثوليكيّة في تنظيم النسل؟

دعا الله الذكر والأنثى إلى مشاركته في الخلق عبر إنجاب الأولاد دعا الله الذكر والأنثى إلى مشاركته في الخلق عبر إنجاب الأولاد | Provided by: Sergii Gnatiuk/Shutterstock

خلق الله الإنسان على صورته ومثاله، «ذكرًا وأنثى خلقهما» (تكوين 1: 27). ودعاهما إلى مشاركته في الخلق عبر إنجاب الأولاد عطية منه وثمرة تتوج علاقة الحب المكلَّلة بالزواج بين الرجل والمرأة. وبارك الله البشر وقال لهم «أثمروا واكثروا واملأوا الأرض» (تكوين 9: 1). 

ولفهم رأي الكنيسة الكاثوليكية في موضوع الإنجاب، كان لـ«آسي مينا» حديث خاص مع راعي كنيسة البشارة في بغداد الأب بشار باسل. شدّد باسل على ضرورة التمييز أولًا بين «تنظيم النسل» المقصود به اتفاق الأزواج على إطالة الفارق الزمني بين ولادات أبنائهم، و«تحديد النسل» الذي يعني رفض الإنجاب وعدم رغبة الزوجين فيه. 

وبيّن باسل أنّ الكنيسة، من منطلق تعليمها الأخلاقي والأدبي، ترفض بشكل قاطع استخدام الوسائل الاصطناعية والكيميائية والميكانيكية والجراحية في تحديد النسل، مهما كانت ظروف العائلة صعبة. فهي منافية لغايات الزواج المتضمِّنة خير الزوجَين وإنجاب الأطفال وتربيتهم. 

وأكّد باسل تشجيع الكنيسة اتباع الأساليب الطبيعية، لأنّ الكنيسة أمّ ومن واجبها الاعتناء بأولادها وإرشادهم إلى الصواب بكل حكمة ومحبة. وأوضح أنّ الكنيسة لا تمانع تنظيم النسل عبر وسائل طبيعية يلجأ إليها الزوجان لتأجيل الحمل مدّة معينة، عبر «العفة من حين إلى آخر، وأساليب تنظيم النسل المرتكزة على المراقبة الذاتية واللجوء إلى أوقات العقم»، كونها متوافقة مع المقاييس الأخلاقية الموضوعية وتحترم جسد الزوجين. وهذه الوسائل تنمّي أيضًا حرية صحيحة، بحسب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية. وينظر هذا التعليم إلى كلّ فعلٍ يُقصد به جعل الإنجاب مستحيلًا، سيئًا في حد ذاته.

كما أشار باسل إلى رسالة البابا بولس السادس العامة بعنوان «الحياة البشرية» حول «تنظيم النسل» التي تحرِّم «التعقيم المباشر للرجل أو المرأة على السواء» وتشجب كلّ عمل من شأنه «أن يجعل الولادة أمرًا مستحيلًا». وذكّر بشرح التعليم المسيحي للكنسية الكاثوليكية أنّ «الخصب هو عطية وغاية للزواج، لأنّ الحب الزوجي يسعى طبيعيًّا إلى أن يكون خصيبًا»، فالمولود ثمرة الحب الزوجي وتَتِمّته. 

ولفت باسل إلى رفض الكنيسة وسائل المنع الميكانيكية التي تسبب قتل البويضة المخصَّبَة ولا تسمح بالتصاقها بالرحم. ونبّه من التأثيرات السلبية لتعاطي العقاقير المانعة للحمل على المرأة والتي قد تصل إلى العقم الدائم، فضلًا عن تأثيرها على الطفل قتلًا أو تشويهًا. 

وفي ختام حديثه إلى «آسي مينا»، شدّد باسل على احترام كرامة الشخص البشري عبر تجنّب كلّ الوسائل التي تقلِّل من هذه الكرامة أو تهينها كالإقدام على قتل ثمرة الحب والعهد الزوجي بين الرجل والمرأة. فالكرامة البشرية ميزة منحها الله للإنسان وفضّله بها عن سائر المخلوقات، على حد تعبيره.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته