كيف دخلت المسيحيّة منغوليا؟

صورة من العام 2015 لكنيسة القديسَين بطرس وبولس الكاثوليكية في أولان باتور-منغوليا كنيسة القديسَيْن بطرس وبولس الكاثوليكيّة في أولان باتور-منغوليا | Provided by: Alenvl/Shutterstock
النائب الرسولي على منغوليا المطران جورجيو مارينغو يحتفل بسرّ التثبيت في كنيسة القديسَين بطرس وبولس الكاثوليكية في أولان باتور-منغوليا النائب الرسولي على منغوليا المطران جورجيو مارينغو يحتفل بسرّ التثبيت في كنيسة القديسَيْن بطرس وبولس الكاثوليكيّة في أولان باتور-منغوليا | Provided by: Catholic Church Mission in Mongolia

يزور البابا فرنسيس منغوليا من 31 أغسطس/آب حتى 4 سبتمبر/أيلول 2023. وإن كان الحضور المسيحي في هذه البلاد محدودًا اليوم إلا أن هذه المنطقة الواقعة في قلب آسيا الوسطى تمتلك تاريخًا كنسيًّا عريقًا عمره نحو 1000 عام على الأقلّ.

فضل كنيسة المشرق

يعود الفضل في انتشار المسيحيّة في آسيا الوسطى إلى كنيسة المشرق، أي الكنيسة السريانيّة الشرقيّة، بسبب إرسالها المبشّرين من بلاد ما بين النهرين وفارس إلى تلك النواحي. وكان الراهب برشبا أوّل من توجّه في القرن الثالث إلى مدينة مرو (في تركمانستان اليوم) التي غدت لاحقًا مركزًا مهمًّا للرئاسة الأسقفيّة.

الكراسي الأسقفيّة التاريخيّة

ضمّت مدينة حيرات (في أفغانستان اليوم) كرسيًّا أسقفيًّا، منذ القرن الخامس، أصبح متروبوليتيًّا مع نهاية القرن السادس. وصارت مدينة كشغر (في غرب الصين اليوم) مسكنًا للرهبان الذين أحضروا في إحدى المرات بيوضًا من دودة القزّ مخبّأة داخل عصا إلى الإمبراطور البيزنطي جوستنيانوس. ويعود تأسيس كرسي رئاسة أساقفة سمرقند (في أوزبكستان اليوم) إلى عهد البطريرك صليبا زخا (714-728). 

العصر الذهبي في منغوليا

واصل المبشّرون تقدّمهم شرقًا، فوصلوا إلى القبائل المغوليّة، أسلاف المنغول الحاليين، في جنوب بحيرة بايكال. قبلت قبائل عدّة المسيحيّة بين القرنَيْن الحادي عشر والثالث عشر، أهمّها قبائل الكرايت والكيتان والنايمان والأونغوت والمركيت والأوبرات.

عرفت المسيحيّة في القرن الثالث عشر عصرها الذهبي هناك بفضل سياسة الحكّام المغول السمحة والبعيدة عن النفاق. فقد تزوّج جنكيز خان وأولاده وأحفاده نساءً مسيحيّات مؤثّرات أدَّيْنَ أحيانًا دورًا في إدارة سياسة البلاد. وفاقت الاعتبارات القوميّة عند المغول نظيرتها الدينيّة. كما لم تنصّ معتقداتهم القديمة، ومن بينها «الشامانيّة» ومن ثمّ البوذيّة، على محاربة أحد، بل دعت دائمًا إلى الحضور والتفاعل وتبادل الأفكار. 

وكانت أيضًا غالبيّة النخب العلميّة من المسيحيين. فاستُدعوا إلى البلاط بصفتهم وزراء أو مهندسين أو علماء فلك (منهم رئيس مركز الأبحاث الفلكيّة السوري عيسى) أو مربّين أو معلّمين للأمراء المغول أو أطبّاء بارعين. ووصل التأثير المسيحي إلى حدّ تأثّر اللغة المنغوليّة القديمة بالسريانيّة، فانتشرت بعض كلماتها بين الشعب وأصبحت التحيّة السريانيّة «برخمر» شائعة بينهم.

بطريرك مغولي للمرّة الأولى

في أواخر العصر الذهبي، ارتقى للمرة الأولى راهب مغولي إلى رئاسة بطريركيّة كنيسة المشرق، وهو يهبالاها الثالث (1281-1317). وبرز حينها مبعوثه الخاص إلى أوروبا والزائر للمجتمعات المسيحيّة في الشرق الأقصى الراهب المغولي الربّان صوما.

تجدر الإشارة إلى أن أحوال المسيحيين في البلاد ساءت ابتداءً من القرن الرابع عشر بعد اعتناق بعض الحكّام المغول الإسلام وبسبب تعصّبهم الديني.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته