السفير الباباوي في السودان يعدّد 3 سبل ممكنة لمساعدة المواطنين

السفير الباباوي في السودان لويس ميغيل مونيوز كاردابا السفير الباباوي في السودان لويس ميغيل مونيوز كاردابا | Provided by: COPE/ACI Africa

شدّد السفير الباباوي في السودان رئيس الأساقفة لويس ميغيل مونيوز كاردابا في حوار مع مجموعة «آسي الإخباريّة» على أن الصراع الدائر في البلاد لا يمكن وصفه بأنه حرب دينيّة أو أهليّة، بل إنه نزاع بين مجموعتين عسكريّتين قويّتين، يقع ضحيّته السكان المدنيّون الذين يعانون بشكل دراماتيكي في هذا البلد الفقير.

وعدّد 3 سبل ممكنة لتقدّم الكنيسة المساعدة للمواطنين في السودان، وهي الصلاة بلا انقطاع من أجل السلام، والدعم الدبلوماسي لمبادرات وقف إطلاق النار والمفاوضات الساعية إلى سلام نهائي، والدعم المادّي لإعادة بناء البلاد بمجرّد انتهاء الحرب.

دعم جهود بناء السلام وسط الصراع

جراء تصاعد الصراع المتواصل في السودان منذ 15 أبريل/نيسان المنصرم بين قوات الدعم السريع والقوات المسلّحة، أُجْلِيَ الموظفون الدبلوماسيّون من الخرطوم، عاصمة السودان، ضمنهم السفير الباباوي وموظفو السفارة.

وفي حديثه إلى «مجموعة آسي»، أعرب كاردابا، الموجود حاليًّا في إريتريا، عن اعتقاده أن الجميع كانوا ساذجين نوعًا ما إزاء الوضع الحقيقي في السودان. وأضاف: «عندما وصلت إلى الخرطوم في العام 2020، بعد الثورة المدنيّة التي أسقطت نظام الرئيس السابق عمر البشير الديكتاتوري، بدأت حقبة الانتقال الديمقراطي في البلاد، وساد مناخ من التفاؤل إزاء المستقبل في كل مكان، وخاصّة في السفارات الغربيّة والمنظمات الدوليّة».

وأردف: «يحضرني الآن ما أخبرني به أحد السفراء الغربيين بحماسة، ومفاده أن السودان سيكون نموذجًا للانتقال السلمي نحو الديمقراطيّة، ومثالًا يُحتذى به في أفريقيا كلّها».

واستدرك أن أساقفة السودان كانوا أقلّ تفاؤلًا، وأن الأحداث الراهنة أثبتت أنهم كانوا محقّين.

وقال إن الكرسي الرسولي لطالما دعم عمليّات الحوار والسلام المتعدّدة التي نشأت في البلاد في خلال الفترة الانتقاليّة، مؤكدًا التزام المنظمات الدوليّة بدعم جهود بناء السلام، تلك المساعي التي فشلت بمجرّد اندلاع القتال.

وأشار إلى أن نهب الكاتدرائيّة الكاثوليكيّة في الخرطوم وبعض الكنائس الأخرى لم يكن متعمّدًا بل ضمن عمليّات السطو التي طالت كل مناطق الصراع وشملت أيضًا السفارات والجامعات والمتاجر والمساجد والمساكن الخاصّة، مشدّدًا على أنها ليست مسألة أو حربًا دينيّة.

واقع الكاثوليك في السودان

على الرغم من تأكيده أن المواطنين غير منقسمين ويرغبون في السلام، عبّر كاردابا عن تشاؤمه إزاء المصالحة بين الفصيلين المسلّحين، مشيرًا إلى أن الكرسي الرسولي يتابع الأحداث عن كثب ويدعم كل مساعي السلام.

وفي ما يتعلّق بأوضاع مسيحيي السودان، قال إنهم أقلّية في بلد ذي غالبيّة مسلمة. وأضاف: هناك قرابة مليون كاثوليكي في السودان، معظمهم شديدو الفقر، في حين أن كثيرين منهم «لاجئون سودانيّون ينتمون إلى أدنى الطبقات في المجتمع».

واستنتج أن هذا الواقع يجعل حضورهم السياسي والاجتماعي والثقافي ضئيل الأهمّية، مؤكدًا أن الكرسي الرسولي يعمل حاليًّا على تفعيل الحرّية الدينيّة التي يكفلها الدستور السوداني لكيلا تكون مجرّد حرّية في العبادة، بل حرّيةً دينيّة حقيقيّة للكاثوليك وسائر الأقلّيات الدينيّة الأخرى.

3 طرائق لمساعدة السودان

إلى ذلك، نبّه كاردابا إلى حاجة أكثر من نصف سكان البلاد إلى مساعدات إنسانيّة عاجلة، لافتًا إلى أن هناك قرابة مليونين ونصف مليون نازح وأكثر من 200 ألف سوداني غادروا إلى البلدان المجاورة وكلّهم بحاجة إلى المساعدة.

ورأى السفير الباباوي في السودان أن الكنيسة تستطيع مساعدة البلاد بثلاث طرائق؛ أوّلها وأهمّها بالنسبة إليه كمسيحي تكمن في الصلاة بلا انقطاع من أجل السلام. وثانيها تتمثّل في الدعم الدبلوماسي لمبادرات وقف إطلاق النار والمفاوضات الساعية إلى سلام نهائي ودائم. وثالثها عبارة عن الدعم المادّي لإعادة بناء البلاد بمجرّد انتهاء الحرب.

وختم كاردابا حديثه، مشيدًا بالمثال الذي قدّمه المرسلون الكاثوليك وما زالوا يقدّمونه لصالح الشعب السوداني. وأكد أيضًا أنهم مفعمون دائمًا بالغيرة والحبّ الرسوليين تجاه المحتاجين، وأنهم سيواصلون بذل قصارى جهودهم، بعد انتهاء الحرب، ليتمكّن هذا البلد من النهوض والانفتاح على مستقبل أفضل من السلام والتنمية والازدهار.

المزيد

 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته