أيقونة أمّ المعونة الدائمة... من روما إلى الكنيسة الكلدانيّة

أيقونة أمّ المعونة الدائمة أيقونة أمّ المعونة الدائمة | Provided by: Church of Our Lady of Perpetual Help in Ankawa

يحبّ المؤمنون الكاثوليك مريم العذراء حبًّا جمًّا ويكرّمونها لكونها أمّ الإله المتجسّد، أمّ الكنيسة وأمّ المؤمنين. ويعكس الفنّ المسيحي جزءًا من نسيج الثقافة الكاثوليكيّة، المُكرِّم للعذراء عبر الصور والأيقونات والتماثيل التي أبدعها كبار الفنّانين كمايكل أنجلو ورافائيلو وبوتيتشيلي وغيرهم. إحدى الأيقونات المريميّة الأكثر شهرة هي «أمّ المعونة الدائمة» التي تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكارها في 27 يونيو/حزيران من كل عام. فما قصّة هذه الأيقونة؟ وكيف وصلت إلى العراق؟

نسب التقليد أيقونة «أمّ المعونة الدائمة» إلى القديس لوقا الإنجيلي، وفق ما ذُكِرَ في كتاب «صور مريم العذراء في ثقافة الشعوب» للمطران باسيل يلدو، المعاون البطريركي الكلداني. واعتبر يلدو أن تأكيد هذه المعلومة غير مستطاع. وأوضح أن تلك الصورة العجائبيّة وُجِدَت قرابة العام 500 في معبد صغير بالقسطنطينيّة. وقد تحوّل هذا المعبد بأمر من الإمبراطورة بولكيريا إلى كنيسة كبيرة، إكرامًا للعذراء وأيقونتها.

ولم يبقَ للصورة الأصليّة وجود. فمع أن تقوى المسيحيين غطّتها بالذهب والفضّة والجواهر، وفق يلدو، إلا أن الجنود الأتراك حطّموا الصورة وتقاسموا زينتها لدى استيلائهم على القسطنطينيّة سنة 1453. أمّا الأيقونة المشهورة حاليًّا، فهي مكتوبة في جزيرة كريت اليونانيّة.

وصلت هذه الأيقونة إلى روما في القرن الخامس عشر. وفي 27 مارس/آذار 1499، جال المؤمنون بها في احتفال كبير في شوارع روما. وهي اليوم موجودة في كنيسة القديس ألفونس دي ليغوري في الإسكويلينو التابعة لرهبنة الفادي الأقدس.

معاني أيقونة أمّ المعونة الدائمة

الأيقونة حافلة بالكثير من الرموز والمعاني الروحيّة. فالأمّ العذراء لا تضمّ الطفل إلى صدرها، بل تحمله كأنها تريد أن تقدّمه لله من أجل فداء العالم، على سبيل المثال. والكتابات اليونانيّة فيها تعني والدة الله ويسوع المسيح والملاك ميخائيل والملاك جبرائيل.

وصول الأيقونة المريميّة إلى العراق

وصلت أيقونة أمّ المعونة الدائمة إلى العراق في عهد البطريرك الكلداني عمانوئيل الثاني (1900-1947) الذي اعتاد أن يحلّ ضيفًا عند آباء رهبنة الفادي الأقدس في زياراته روما، بحسب يلدو. وإذ مرِضَ هناك، نذر لأمّ المعونة أن ينشر صورتها في العراق إذا نال الشفاء، فأوفى بوعده لدى عودته، وبنى كنيسة على اسمها في الموصل سنة 1944. ولاحقًا، شيّد على اسمها البطريرك الكلداني بولس الثاني شيخو كنيسة في بغداد سنة 1966 والمطران بشار وردة كنيسة في عنكاوا سنة 2013. وهي اليوم إحدى أكثر الأيقونات إكرامًا لدى المؤمنين.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته