مريم العذراء في فكر الملفان كوركيس وردة الأربيلي

لوحة لانتقال العذراء مريم إلى السماء بالنفس والجسد صورة انتقال مريم العذراء إلى السماء بالنفس والجسد | Provided by: Public Domain/CNA

تناول الملفان كوركيس وردة، أحد مؤرّخي المذبحة التي وقعت في قلعة أربيل وطالت مسيحييها أيّام البطريركَيْن يهبالاها الثالث ودنحا الثاني، عقائد مسيحيّة عدّة في كتاباته وميامره. لذا، أُدرج بعضها ضمن ليتورجيا كنيسة المشرق، وإليه نُسب معظم تراتيل الأعياد التي تُسمّى «ܫܒܚ-المجد».

كوركيس وعقيدة انتقال العذراء إلى السماء

لعلّ أبرز ما يميّز كوركيس أنه أوّل لاهوتي مشرقي يتطرّق إلى انتقال مريم العذراء إلى السماء. ترد في كتاب الـ«حوذرا»-الجزء الأوّل، وهو كتاب الصلوات الطقسيّة على مدار السنة بحسب الكنائس المشرقيّة، ترتيلة «المجد-ܫܒܚ» لصلاة صباح عيد تهنئة العذراء، يقول فيها: «في يوم انتقال نفسها، (مع) جسدها الطاهر، اجتمع الرسل من كل حدب وصوب ليقوموا بتكريمها. ارتفعت روحها مع جسدها الطاهر إلى عنان السماء، واستقبلها الروحانيّون بحفاوة، وأعلنت الأجواق السماوية: إن أمّك (يا ربّ) ولدتك وهي بتول وبقيت سيّدة جميع البتولات».

بتوليّة مريم العذراء

يستند وردة إلى الإنجيل بحسب لوقا لتأكيد بتوليّة العذراء، ويرد هذا المعنى في إحدى تراتيله: «من رأى العذراء الصبيّة يجد أن اسم البتول يرافقها إلى الأبد. أن يكون لها ابن من دون علاقة زوجيّة، أمرٌ يفوق التعبير. لا شبيه لها، ولا يُضاهى، حمَلَتْه (المسيح) في أحشائها، وغدا جسدها هيكلًا تزيّحه فيه. مريم منزّهة من كل دنس، وبتولٌ تفوق جميع البتولات. إنّها سيّدة، لكنّها بتول لم يمسسها رجل، حلّ عليها العليّ، فجعلها مسكنًا له».

مدائح مريميّة

يستفيض وردة في مدح مريم وتكريمها ليقول عن استقبالها في السماء: «خرج الأنبياء من قبورهم والآباء من ترابهم، وحضر الرسل، الأحياء منهم والمتوفّون، اجتمع الكل لتكريمها كما يجب ويحقّ؛ الرسل حملوا جسدها، والأنبياء والكهنة نعشها، والملائكة عقدوا لها التاج. وهلّل الجميع قائلين: طوباكِ يا مريم، وتعطيكِ الطوبى كل الأجيال».

فكر وردة الأربيلي

تناول باحثون كتابات الأربيلي بالدراسة والترجمة إذ نشر المستشرق هيلكينفيلد عشرة من ميامره وترجمها إلى الألمانيّة في العام 1904، كما نشر الأب جبرائيل قرداحي قصيدة للعذراء مريم في كتابه «الكنز الثمين» الصادر سنة 1875 في روما. والملاحظ في كتابات الأربيلي أنّه مدح في كثيرٍ منها فضائل العذراء، فأُطلق عليه لقب «شاعر العذراء» على غرار مار أفرام السرياني.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته